كتبت: دعاء سيد
الإيمان بالقضاءِ والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة في الإسلامِ، وله مكانة عظيمة في عقيدةِ المسلم، فالقضاء والقدر يعكسان ثقة المسلم المطلقة في حكم اللّٰه وعدله، والرضا والتسليم بما يقدره اللُّه له في الحياةِ، القضاء والقدر هما مصطلحان مرتبطان يعبران عن علمِ اللّٰه السابق بكلِّ ما سيحدث في الكونِ، وتدبيره لكلِّ الأمور بحكمةٍ وعدل، القضاء هو الحكم الإلهي الذي لا يتغير، أما القدر فهو تفاصيل تلك الأحكام وكيفية وقوعها، اللُّه -سبحانه وتعالى- يقول: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [سورة القمر: 49].
الإيمان بالقضاءِ والقدر يعزز في نفسِ المسلم الرضا بما قسمه اللُّه له، ويجعله مطمئنًا بأنّ كلّ ما يحدث له هو لحكمةٍ يعلمها اللُّه -تعالى-، هذا الإيمان يعينه على الصبرِ عند الشدائد والشكر عند النعم، ويجعله متوكلًا على اللِّه -تعالى- في كلِّ أمور حياته، الإيمان بأنّ اللَّه -تعالى- يدبر كلّ شيء بحكمةٍ يمنح المسلم شعورًا بالطمأنينة والراحة النفسية؛ لأنّه يعلم أنّ كلّ شيء يجري وفق خطة اللّٰه العادلة.
يساعد الإيمان بالقضاءِ والقدر المسلم على الرضا بما كتبه اللُّه له، سواء كان ذلك في الرزقِ أو الصحة أو غيرها من جوانبِ الحياة، ويعزز هذا الإيمان صفة التوكل على اللِّه، حيث يثق المسلم بأنّ اللَّه هو المتصرف في كلِّ شيء، فيعتمد عليه في كلِّ أموره، ويجعل الإيمان بالقضاءِ والقدر المسلم قادرًا على الصبرِ عند المصائب والشدائد، والشكر عند النعم والرخاء، مدركًا أنّ كلاهما من عند اللّٰه، فالإيمان بالقضاءِ والقدر يساهم في تحقيقِ السعادة والنجاح، لأنّ المسلم يعمل بجد واجتهاد وهو مطمئن أنّ اللَّه سيكتب له ما هو خير له في الدنيا والآخرة.
الإيمان بالقضاءِ والقدر هو ركن أساسي من أركانِ الإيمان في الإسلامِ، وهو يعزز ثقة المسلم باللِّه -عز وجل- ويجعله يعيش حياةً مليئة بالرضا والسكينة، إنّ فهم هذا المفهوم وتطبيقه في الحياةِ اليومية يساعد المسلم على مواجهةِ تحديات الحياة بروحٍ مطمئنة وقلبٍ مملوء بالإيمانِ والثقة باللِّه.