كتبت: دعاء سيد
يُعتبر الأزهر الشريف من أبرزِ وأهم المؤسسات الإسلامية في العالم، وقد تأسس في القاهرة عام 970م، ومنذ تأسيسه لعب الأزهر دورًا رئيسيًا في نشرِ وتعليم علوم الدين الإسلامي والحفاظ على التراث الإسلامي.
يُعد الأزهر منارة للعلم والمعرفة، حيث يجذب طلابًا من جميع أنحاء العالم للدراسة في مختلف مجالات العلوم الشرعية واللغوية والفكرية، ويقدم الأزهر تعليمًا شاملًا يشمل القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه، والعقيدة والسيرة النبوية الشريفة وعلوم اللغة العربية، ويتميز الأزهر بمنهجهِ المعتدل الذي يدعو إلى التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات والأديان.
يقوم الأزهر بدورٍ كبير في الدعوة والإرشاد الإسلامي، حيث يعمل على نشر القيم والأخلاق الإسلامية السمحة بين المسلمين في كافة أنحاء العالم، ويُرسل الأزهر بعثات دعوية إلى مختلف الدول لتعزيز الوعي الديني والتعريف بمبادئ الإسلام الصحيح، ويعتبر الأزهر مرجعًا رئيسيًا للإفتاءِ في العالم الإسلامي، من خلال دار الإفتاء التابعة له، ويقدم الأزهر فتاوى تستند إلى الشريعة الإسلامية لمساعدة المسلمين في الإجابة على تساؤلاتهم الدينية والحياتية، وتعتمد الفتاوى الصادرة عن الأزهر على الفهم العميق للنصوص الشرعية والمراعاة لظروف العصر.
يلعب الأزهر دورًا مهمًا في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، ويسعى الأزهر إلى بناء جسور التواصل والتفاهم مع مختلف الطوائف الدينية بهدف تحقيق السلام والتعايش السلمي، ويشارك الأزهر في مؤتمرات وندوات دولية تسعى إلى تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الشعوب، حيث يقوم الأزهر بجهود كبيرة لمواجهة الفكر المتطرف والعنيف، من خلال مناهجه التعليمية وخطبه وبياناته الرسمية، ويدعو الأزهر إلى نبذ العنف والتطرف ويعزز القيم الإسلامية الحقيقية التي تدعو إلى السلم والأمان، ويعمل الأزهر أيضًا على تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الإسلام التي قد تروجها الجماعات المتطرفة.
سيظل الأزهر الشريف منارة للعلم والإيمان في العالم الإسلامي من خلال تعليمه وتوجيهه، ويساهم الأزهر في نشر الفهم الصحيح للإسلام وتعزيز القيم الإنسانية النبيلة، ويبقى دوره الريادي في مواجهة التحديات المعاصرة والحفاظ على التراث الإسلامي يجعله رمزًا للاعتدال والتسامح.