كتبت: دعاء سيد
الأذكار اليومية هي جسر بين المسلم وربه، وهي من أعظمِ الأعمال التيّ تقرب العبد إلى اللِّه -تعالى-، الأذكار ليست مجرد كلمات ترددها الألسن؛ بل هي كلمات تملأ القلب بالسكينةِ والروحانية، وتحمي المسلم من شرورِ الدنيا والآخرة، والأذكار اليومية هي الأدعية والذكر التيّ يرددها المسلم في أوقاتٍ معينة من اليومِ، مثل أذكار الصباح والمساء، وأذكار بعد الصلوات، والأذكار المتعلقة بالمهامِ اليومية، هذه الأذكار مأخوذة من القرآنِ الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي وسيلة يتقرب بها المسلم إلى اللِّه -عز وجل- بشكلٍ مستمر.
الأذكار اليومية هي درع يحمي المسلم من وساوسِ الشيطان ومكائده، قال رسول اللّٰه (ﷺ): “من قال حين يصبح وحين يمسي: بسم اللّٰه الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم يضره شيء” (رواه الترمذي)، هذه الأذكار تحصن المسلم من الشرورِ والمكائد التيّ قد تواجهه في يومهِ، فذكر اللّٰه يمنح القلب الطمأنينة والسكينة، قال اللُّه-تعالى-:{أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28)، عندما يذكر المسلم اللَّه -تعالى- يشعر بالسلام الداخلي والراحة النفسية، مهما كانت ظروفه وأحواله.
الأذكار اليومية تعد من الأعمالِ الصالحة التيّ تزيد من رصيدِ حسنات المسلم، قال رسول اللّٰه (ﷺ): “كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان اللّٰه وبحمده، سبحان الله العظيم” (رواه البخاري)، تكرار الأذكار يكسب المسلم أجرًا عظيمًا بأقل مجهود، والمداومة على الأذكار اليومية هي من أسباب دخول الجنة، قال النبيُّ (ﷺ): “من قال: سبحان اللّٰه وبحمده، غرست له نخلة في الجنة” (رواه الترمذي)، فالأذكار ليست مجرد أفعال دنيوية؛ بل لها ثواب عظيم في الآخرةِ.
الأذكار اليومية تعزز التواصل بين العبد وربه، عندما يذكر المسلم اللَّه -تعالى- في كلِّ أوقاته، يشعر بقربهِ منه ويزداد إيمانه ويقينه بأنّ اللَّه -تعالى- معه في كلِّ لحظة، فالأذكار تكون سببًا في رفعِ البلاء وجلب البركة في حياةِ المسلم، فالاستغفار مثلًا يفتح أبواب الرزق ويزيل الهموم، قال اللُّه -تعالى-:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} (نوح: 10-12).
وللمحافظة على الأذكارِ اليومية يجب تحديد أوقات ثابتة في اليوم لذكر اللِّه، مثل بعد صلاة الفجر أو المغرب، والاستفادة من تطبيقات الأذكار على الهواتف الذكية لتذكيرك بالأذكار في أوقاتها، وقراءة الأذكار مع الأسرة أو الأصدقاء لتشجيع بعضكم البعض على الالتزام، واستحضار النية والإخلاص في ذكر اللِّه -تعالى- لتحقيقِ الفائدة الروحية المرجوة
الأذكار اليومية هي غذاء الروح وشفاء القلوب، وهي الوسيلة التيّ تجعل المسلم مرتبطًا دائمًا بربه، محصنًا من شرورِ الدنيا، ومطمئنًا قلبه بذكر اللّٰه. فلنحرص على المداومةِ عليها وجعلها جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لننال رضا اللّٰه -تعالى- وبركاته في الدنيا والآخرة.