كتبت: دعاء سيد
“السلام” أحد أسماء اللّٰه الحسنى التي تحمل معاني عميقة وشاملة، يُعتبر اسم اللّٰه “السلام” واحدًا من أسماءِ اللِّه -تعالى- الذي يُجسد السلام والهدوء والسكينة في كلِّ معنى، سواء كان ذلك في العلاقةِ بين البشر واللّٰه -تعالى- أو بين البشر أنفسهم قال اللُّه -تعالى-: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}(الحشر:23).
يُعبر اسم اللّٰه “السلام” عن واحدٍ من أهمِ سمات اللّٰه -تعالى- التي يحتاجها البشر في حياتِهم اليومية، وهو السلام الداخلي والخارجي، فهو يُمثل السلام الروحي والنفسي الذي يجلب الطمأنينة والراحة للقلوبِ، ويمنح الإنسان الشعور بالسكينةِ والاطمئنان حتى في ظلِّ الظروف الصعبة.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ): “اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ” (رواه مسلم).
يُظهر هذا الحديث كيف أنّ النبيَّ(ﷺ) كان يدعو اللَّه -تعالى- باسمهِ “السلام”، مؤكدًا بذلك أنّ اللَّه -تعالى- هو مصدر السلام والهدوء والراحة، ويحثُ أمته على التوجه إلى اللِّه -تعالى- باسمه “السلام” في دعائِهم وطلب السلام والبركة منه.
في العلاقةِ بين البشر واللّٰه -تعالى-، يأتي اسم اللّٰه “السلام” ليُشير إلى أنّ اللّٰه -تعالى- هو مصدر السلام الحقيقي، وأنّه يُعطي السلام والأمان لمن يتوجهون إليه بالقلبِ المطمئن، ومن هنا يأتي دور الإيمان والتوجه إلى اللِّه -تعالى- ليحظى الإنسان بالسلامِ الداخلي الذي يعكسه اسم اللّٰه “السلام”.
على الصعيدِ الاجتماعي والإنساني، يحثُ الإسلام على تعزيزِ السلام ونشره بين الناس، ويُعتبر ذلك من أهمِ المبادئ التي يجب أنّ يعيشها المسلمون، فالسلام ليس فقط غيابًا للحروبِ والصراعات؛ بل هو أيضًا وجود للعدلِ والمساواة والتسامح بين الناس، وهذا ما يعكسه اسم اللّٰه “السلام” في العلاقاتِ الإنسانية.