كتبت: دعاء سيد
يقول اللُّه -تعالى-: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} (نوح: 10)، هذه الآية تحمل في طياتها معاني عظيمة، وتعكس أهمية الاستغفار ودوره في حياة المسلم، لفظ “غفّار” يشير إلى صفة متكررة وثابتة في اللِّه -سبحانه وتعالى-، فهو الذي يكثر من المغفرة ويقبل التوبة مهما تكررت الذنوب،{إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} يوضح أنّ اللَّه -سبحانه وتعالى- دائم المغفرة لعباده، ويغفر الذنوب الكبيرة والصغيرة لمن يستغفره بصدقٍ وتوبة نصوح.
الاستغفار مفتاح المغفرة والبركة، النبيُّ نوح -عليه السلام- دعا قومه للاستغفار كوسيلة للحصول على مغفرة اللِّه ورحمته، فالاستغفار ليس مجرد طلب العفو؛ بل هو عمل يرتبط به وعد إلهي بالخير والبركة، فعندما يقول نوحٌ لقومه:{إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}، فهو يُبشّرهم بأنّ الاستغفار سيجلب لهم الخير في الدنيا والآخرة، فالآية تشير إلى أنّ الاستغفار يجلب المطر، ويزيد من الأموال والبنين، ويفتح أبواب الرزق من حيث لا يحتسب المسلم.
الاستغفار هو سلاح المسلم ضد الخطايا، وهو وسيلته لإصلاح علاقته مع اللِّه -سبحانه وتعالى-، المسلم مطالب بأنّ يجعل الاستغفار عادة يومية، وليس مجرد وسيلة للخروج من الأزمات، فالاستغفار المستمر يُطهّر القلب، ويزيل آثار الذنوب، ويمنح المسلم شعورًا بالراحة والطمأنينة، فالاستغفار يمحو الذنوب، ويعيد الإنسان إلى حالة الصفاء مع اللِّه -عز وجل-.
ورد في السنة النبوية الشريفة أنّ الاستغفار يجلب الرزق ويفتح أبواب الخير، وهو وسيلة للتخلص من المصائب والشدائد، وبالتوبة المستمرة والاستغفار، يزداد إيمان المسلم ويقوى يقينه باللِّه -تعالى-، الاستغفار يجب أنّ ينبع من القلب، ويصاحبه الندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إلى الذنب، كما يجب أنّ يتبعه عمل صالح يعبر عن صدق التوبة، النبيُّ (ﷺ) كان يستغفر اللَّه يوميًا أكثر من سبعين مرة، رغم أنّه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، مما يوضح أهمية هذا العمل في حياة كل مسلم.
الاستغفار طريق إلى الجنة، وتذكير قوي بأنّ اللَّه -سبحانه وتعالى- غفورٌ رحيم، يفتح باب التوبة لكل من أذنب، فالاستغفار هو الطريق الأقصر للعودة إلى اللِّه -تعالى-، والحصول على رحمته ومغفرته، على المسلم أنّ يكون واعيًا بأهمية الاستغفار في حياته اليومية، ويحرص على المداومة عليه لينال رضى اللَّه -تعالى- ومغفرته، ويكون من أهل الجنة في الآخرة.