إخوانُوا مِصر لِصُوصِ عصر أيام مُرسِى مِن بعدِ ثورة مُنتهِى

بقلم الدكتورة نادية حلمى

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

إخوانُوا مِصر لِصُوصِ عصر أيام مُرسِى مِن بعدِ ثورة مُنتهِى، تِلكَ القطِيعة بينِى وبِينُهم لِلأبد، فمهما أوصِف مِن شِرُورهُم فلن أُوفِيهُم قدرُهُم… قد وجعُوا ظهرِى فِى ألم، لا فرق يُوصِف بين مُجرِم وفِكرُ مُرهِب مُجتزأ، مادام إخوانِى يا بُنى فإبتعِد، لا يُؤتمن عهدُهُم.

ماذا دهاكَ يا بُنى كى تُجارِى عصرهُم؟ ماذا جنيت غِير فِتُور مِن ناسُك أو تجاهُل على الملأ، هل أنصفُوكَ يا ولِيدِى أو عوضُوك بِالذهب؟… لا تُبالِى يا صغِيرِى بِأى حال بِحكيُهُم، فالكذِبُ يجرِى كمجرى نهرٍ فِى دمُهُم، أضغاثُ حُلمٍ على المشاع يُخفِى حقِيقةِ أمرُهُم.

لا خير فِيهُم يا حبِيبِى لِعِنادُهُم، إن الوفاء وحبلُه قد تقطّع عِندهُم، لا جدوى فِى المُحاولة لِإرجاعِهُم، لا سبِيل فِى إصلاحِهُم… لا تظُن إنك مُحاط بِالحِماية فِى أى ليلة مِنهُم، إن الخِيانة يا وحِيدِى مُتجذِرة مُنذُ الأزل فِى دمُهُم، ومهما تصنع سيصفعُونكَ لِشرُهُم.

إجلس لِأحكِى يا رفِيقِى خفايا مِن زِلالُهُم، قد عصفُوا بِى فِى الشوارِع بِسُوءِ نِية بِلا حياء يُدارِى سوءةَ عصرُهُم، واللهُ يشهد فِى قصاص ماذا إقترفُوا فِى عهدِهِم… لا تستمِع لِكلِمة واحدة مِنهُمُ، صُمّ الآذان عن حكيُهُم، تِلكَ الغِشاوة مغرُوسة فِى عينُهُم.

أربابُ سِجنٍ مِن سنِين لِإرهابُهُم، والكرُه زاد عن كُلِ حدٍ مِن بغضُهُم، مُتسوِلُون فِى كُلِ بلدٍ ويلعقُونَ الأحذِية، مُتآمِرُون على الموائِدِ والسُفر… يُعادُوا كُل الأنظِمة، هُم كارِهِين لِلنِساء ولِكُلِ رأى لِفضحُهُم، موهُونُوا قُوة فِى إدِعاءٍ مِن مكرُهُم، أفاقِى ذِمة فِى هِراء لِخُبثُهُم.

أبكُونِى قهراً، قد فطرُوا قلبِى لِمكرِ مِنهُم فشكوتُ ربِى لِضلالهُم، هُم ليسُوا بشراً مِثلُنا يحِسُ بِبعضُهُم، هذا العِقُوق مُسيطِر على أذهانِهُم، تِلكَ الجِناية تلهث وراءَ حُمقُهُم… لا خير فِيهُم يا صغِيرِى، فالعدلُ غابَ عن طرِيقهُم، وكُلُ أشكالِ الخِيانة غُمّت غِشاوة على أبصارُهُم

والحكىُ أبشع مِن أىُ وصف يفضُح حقِيقةِ أمرُهُم، والجسدُ يُرجِف لِمن كان مِن إخوانُهُم، لا تمُد يدُك بِالسلامِ يا بُنى نحوُهم، هُم فِى ضلال أشدُ فتكاً على عينُهُم… إحذر، من ليسَ مِنهُم يأذُونه، من وُلِدَ فِيهُم قد رُضِع دماً مِنُهُم، هُم قومُ غدر إعتادُوا على حنثّهُم.

يا ربِى إشهد أنِى أقُولُ حقاً أمامَ مِنك وأمامَ ناسِى لِمكرُهُم، ياربِى هُم ليسُوا بشراً قرأؤُا كِتابُك أو جُزء مِنه لِغيابِ عقلٍ عِندُهُم… ياربِى أُقسِم بِكُلِ صِدقٍ ينسابُ مِن بُهتانُهُم، أربابُ هوسٍ فِى عِقُولُهُم، إعتادُوا صلفاً لِلتمسُك بِرأيُهُم، وتِلكَ خِبرة فِى مِيزانِ عدلُك لِدهائُهُم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *