بفلم: الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
أنا الطِفلة النجِيبة التى نبغُت فِى مدارِس مدينتُك المُنورة العرِيقة، إبنة مدارِس الثامِنة والأربعُون القدِيمة ومُدِيرتِى فاطمة الدخِيل الأمِينة… درستُ فِقه وتوحِيد وسُنة ووقعِ أحادِيثٍ صحِيحة، تربيتُ على حُبِ الصِحابة وأبا بكر الصدُوقَ، نشأتُ بِجِوارِ قبرُك رسُولنا فِى المدِينة بِشقِ أنفاسُك مدِيدة).
أنِى أُحِبُكَ يا نبِينا بسجيتِى وطِفُولتِى وطريقتِى وعفويتِى ورُوحِى البرِيئة، أكتُب إليكَ على راحتِى بِدُونِ قيدٍ يلتفُ بِى وأنا طلِيقة… يومَ سافرتُ إليكَ فِى المدِينة بِرهبتِى وبرائتِى وأنا صغِيرة، حفِظتُ قُرآنُك هُناك كطِفلة بِتجوِيدُه وتفصِيلُه ومُجمل معانِيه العدِيدة، وبقِيعُ صِحابتُكَ الكِرام يشهد علىّ بِتارِيخُه.
أنا الطِفلة النجِيبة التى نبغُت فِى مدارِس مدينتُك المُنورة العرِيقة، إبنة مدارِس الثامِنة والأربعُون القدِيمة ومُدِيرتِى فاطمة الدخِيل الأمِينة… درستُ فِقه وتوحِيد وسُنة ووقعِ أحادِيثٍ صحِيحة، تربيتُ على حُبِ الصِحابة وأبا بكر الصدُوقَ، نشأتُ بِجِوارِ قبرُك رسُولنا فِى المدِينة بِشقِ أنفاسُك مدِيدة.
أنا البلِيغة فِى أناشِيدِ الصباح بِها رحِيقُك تِلكَ المُؤدبةُ الشغُوبة، والدؤُوبة فِى الذِهابِ إلى حيثُ قبرُك كى أشكُو لك متاعِبِى العنِيدة، وأنا لك يا مُحمد كما عهدت عبدة مُطِيعة… أحببتُ أذهب كُل جُمعة إلى حيثُ سكنُكَ بِخِيُوطِ قلبِى الرفِيعة، خُضتُ المعارِك لِأراكَ نور، لِلمسِ بهوُك وسطَ الكِبار رُغمّ كونِى خجُولة
قرأتُ سيرُتكَ النقِية بِكُلِ رهبة تعترِينِى وأنا سلِيمة، وعِند نُضجِى شرحتُ تعالِيم كِتابُك لِمن ساء فِهمُه لِرحمة نبِينا ورِسالتُه السماوِية المجِيدة… ولِكم بكيتُ لِسُوءِ جهلٍ عن دِينِ رحمتُك الوفِية ورِسُوم تُسِئ لِحقبتُكَ النظِيفة، فعهدتُ نفسِى فِى ذِكرى مولِدُكَ مُحمد أُوفِيكَ حقُكَ بِأعلى صُوت عن ظهرِ غِيبة.
وها أنا أحفظُ العهد بِنا يا رسُولنا تذكِيرَ بِك فِى العالمِينَ خطِيبة، وكُلُ المدائِح والقصائِد وأىُ سرد سيظلُ عاجِز عن أى وصف يليقُ بِك يا نبِينا، لكِننِى وِفقَ جُهدِى إجتهدت لإفتدِيكَ أمِينة… وعبءُ محبتُكَ يهُون فِداءَ لك، أُلبِى نِدائُك لِلصلاة فِى كُلِ صُبح، أقرأ كلامَ ربُك بِكُلِ خشع، يلهُج لِسانِى بِذِكرُك وأنا ذلِيلة.
نُسلم عليكَ يا بن عبد المُطلِب فِى كُلِ وقت طائِعِينَ، وأنتَ خيرَ الشافِعِينا، وفِى ذِكرى مولِدُك نُخلِد أعمالُك جلِيلة لِخدمة دينِ حق بين العِبادِ والصابِرينَ… أزهُو بِسيرتُك نقِية بينَ الأنام وأنا سعِيدة، يا ليتنِى كُنتُ صِحابية جلِيلة لِأُوثِق بِطُولاتُك بعد الشقاءِ نعِيماً، سُبحان من بعثَ الرِسالة مع مُحمد بِوحِى سُنتُه الشفِيعة.
عجزَ البيان والكلام يا مُحمد يا بنِ سادة مِن قُرِيش عن خطبِ وِدُك على مدارِ العِصُورِ والأزمِنةِ البعِيدة، لكِننا نحفظ عِهُودُك جلِية بِنا مُتأكدِين أنك شفِيع يوم بعث مُخلدِينا… أقف بِبابُكَ يا مُحمد أطرُقُه وليسَ لِى غيرُك شفِيعاً، أصبُر على مصائِب تُحِيقُ بِى وأدعُو ربُك لِتيسِيرِ أمر، وأطلُب رحمتُك شفِيعة.
ولما إنتهيتُ مِن كِتابة بِضعِ أبياتٍ صغِيرة تشهد على حُبِى لكَ بينَ العِباد وأنا جرِيحة، آتانِى نُوراً قد سطع عِندِى مِن السماء لِحيثُ بصرِى وأنا على فِراشِى طرِيحة… فوضعتُ كفِى على نِصفِ بصرِى أتحسسُه، وكُلِى يقِين أننِى حاولتُ أُوفيكَ قدرُك ولو يسِيراً، وشاهدتُ حالِى قد زُرتُ مقامُك ألمِسُه وأنا بهِيجة.