كتبت: دعاء سيد
روى الإمام البخاري في صحيحه عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قال: “إنْ كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ – أَوْ سَاقَاهُ – فيُقَالُ له فيَقولُ: أَفلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا”، الحديث الشريف جاء ليعبر عن مدى تفاني النبيَّ (ﷺ) في عبادة الله وشكره على النعم، رغم أنّه قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ويظهر هذا الحديث كيف كان رسول اللّٰه (ﷺ) يشعر بعمق الامتنان للخالق، مما دفعه إلى زيادة الطاعات والعبادات، كالصلاة والقيام، حتى ولو كلفه ذلك التعب والمشقة.
الشكر هو عبادة قلبية وجسدية تعبر عن امتنان العبد لنعم اللّٰه عليه، والإسلام يعزز فكرة الشكر كركيزة أساسية في حياة المسلم، حيث قال اللُّه -تعالى-: {لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (إبراهيم:7)، الشكر ليس مجرد كلمات؛ بل هو شعور عميق يترجم إلى أفعال تعكس رضا العبد وقبوله لنعم اللّٰه عليه، إذًا كيف يكون المسلم عبدًا شكورًا؟ يمكن للمسلم أنّ يكون عبدًا شكورًا من خلال الالتزام بالطاعات والعبادات، والاعتراف بنعم اللِّه عليه في كلِّ صغيرة وكبيرة.
من الوسائل التي يمكن اتباعها لتحقيق الشكر، الإكثار من ذكر اللّٰه وحمده، ومشاركة النعم مع المحتاجين، والالتزام بالعبادات كالصلاة والصيام وقراءة القرآن، والصبر على البلاء وشكر الله حتى في الشدائد.
الحديث الشريف يحمل لنا دروسًا عظيمة في التواضع والشكر للِّه على نعمه، مهما كانت كبيرة أو صغيرة، ينبغي على كلِّ مسلم أنّ يستلهم من هذا الحديث ويعمل على تطبيق معانيه في حياته اليومية ليكون من الشاكرين.