بقلم: الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
تِلكَ المدِينة عنِيدة حقاً لا تُراعِى مدى إحتِياجِى لِمن أُحِب، لا تحتوِينِى مُعانِقة فِى كُلِ يوم… تِلكَ الشوارِع أُغلِقت مع الإشارة مِن دُونِ فتح، هذا الهِدُوء يُخِيفُنِى لِأقصى حد، نفسُ الوِجُوه مُتطابِقة مِن دُونِ فرق.
ها قد كبُرت، كانت سِنينَ العُمرِ بحر، بِخبرة ضاربة بِكُلِ جذر، تِلكَ الصلابة فِى كُلِ يوم تزدادُ شدّ… حِضُورِى طاغِى يُوم أجِئ على كُلِ وجه، هذا العِناد فِى ذاتِ شخصِى معرُوفُ عنِى قد غُرِس فِى كُلِ حق.
يُوقِظُنِى كُل لِيلة خوف، بِأمرِ أعمق يُطارِدُنِى بِذاتِ هيئة مِن دُونِ وقف، أحلُم أعيش بعد الحُلمِ حُلم… لا شئ يُوقِف ما قد عزمت، أُعِيدُ إختراعِى مِن جدِيد فِى كُلِ يوم، ولدىّ أشعارٌ عدِيدة تعبِير عنِى بِكُلِ نُطق
ولدىّ وطنٌ لا أبغى غيرُه فِى كُلِ أرض، هو الحياة ومن عليها أعشق تُرابها بِكُلِ عُمق، أزِنُ الكلام حدِيث عنه إذا نطقت… تضِيقُ المسافة فِى حُبِى له شغفاً ووله، ومِصرُ عِندِى أقوى وطنٌ بِطُولِ فرق.
أفتخِر أنِى أُنثى جمِيلة على كُلِ وصف، وكُلُ فساتِينِى ترُوقنِى طُولاً وذوق… وحتى لون مِكياجِى الأنِيق يُناسِب ملامحِى، أعشق هِدُوئِه بِلا ضجِيج أو أىُ صوت، وحِذائِى عالِى يُحنِى الرِقاب بِكُلِ شهق.
ولدى إصرارٌ عجِيب على إبراز إنُوثتِى بِعُقدِ لامِع على كُلِ طقم، بِكارِيزما طاغية فِى كُلِ عين… بِشنطة يد كبِيرة جِداً تحوِى مُقتنياتِى العدِيدة بِكُلِ همس، بِساعات يد مُتغيرة على كُلِ لِبس، أعتزُ بِها بِكُلِ نسق.
أبتعِد عن أى تجمُع أو أىُ صخّب، لِكيلا تتعارض أِنُوثتِى فِى إهتِزاز على أىُ شكل، مُبدِعة تعبِيرُ عنِى أمام جِمهُورِى العرِيض فِى كُلِ شِبر… طال إنعِزالِى عنِ القطِيع ولدىّ حق، هذا الزِحام يُثيرُنِى بِكُلِ حنق.