بقلم: الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
أُستاذ رجب نشهد بِسيرتُكَ النقِية رحباً ووسع، قد صارَ لقبُكَ هو الذكاء بِتشدِيدِ حرف، وكُلُ حرف فِى الهِجاء قلِيل عليك، ومهما نكتُب نشعُر بِنقص… تعلمنا مِنكَ درُوس فِى الحياة عُرفان وشُكر، وطُلابُ عِلمُك سِنِينَ عُمرُك قد نهلُوا مِنك، أعددتَ مِنهُم جِيلاً جدِيداً أوفياء بار بِمصر، نُنذِر حِرُوفنا لِتخلِيدِ إسمُك بِكُلِ وعد.
أبُو عمار إنصِت إلىّ، ها قد وصلت إلى المعاش بِأمرِ رب، والسِنُ رقم والرُوحُ شاب، ومدرسة فهِيمة بدوِى تبكِى وفاءاً لِما صنعت، تشهد تقاعُدُك إنتِهاءً بِكُلِ يُتم… والإبنة هاجر ورثت ملامِحُكَ السعِيدة وهى فخُورة وتروِى مِشوارَ أب، وسلِيم حفِيدُك يقبع هُناك لِلبحثِ عنك، هو قد أرادَ يكبُر أمامُك عُكاز وسند.
إن القِيادة حكِيمة مِنك، والقلمُ يُسرِع بِالكِتابة لِوفاءِ نذر، وكُلُ طُلاب فهِيمة بدوِى ومُدرِسِيها إصطفُوا وجه، هُم قد أرادُوا إيفاء قدرُك ولو يسِيراً نُوراً وسطع… والكُلُ أنشدَ حِرُوفِ إسمُك بِلسانِ شُكر، وكُلُ مدرسة عمِلتَ فِيها نثرتَ حُب، رجبُ الحياة فِيكَ الطِفُولة والبراءة وصُحبة خصِبة وعِشرة حُلوة، فصنعت مجد
وحِين إلتقينا أُستاذ رجب بِغيرِ ترتِيبِ الِلقاء نسِيتُ أى شئ، توقفتُ فجأة عن أىُ سير، تفقدتُ أرقام الهواتِفِ حولِى كى أصِلُ لك، كرّرتُ ما قِيلَ فِيك ولم أُلِمّ… سمِعتُ فِيكَ أشياءَ جمة وما وفيت، ربُ السماء أعطاكَ إسم على مُسم، أُستاذ جلِيل أنارَ جِيلاً نُوراً وعِلم، والإسمُ يكفِى بِذكاءِ حرف، والكرمُ رجباً والشهرُ مدّ.
ووقفتُ أرقُب طابُور صباحُك وأنا مكانِى، وأشارُوا نحوُك بِإصبعيُك، وقالُوا شِعر، وقبل أمضِى حملتُ الرِسالة فوق ظهرِى كِتابة عنك طُولاً وعرض ثُمّ إلتفت… فتاريخُ سيرتُك الجلِية يشهد عليك، ورِفاقِ دربُك بِكَ أوصوُنِى خير، قد أخذُوا عهد لِتخلِيدِ ذِكراكَ بِنا حُباً ولحن، نُخفِى الكثِير عما صنعت مِن دُونِ رد
وكُلُ تلمِيذ لديك أتانِى زحف يُوصِينِى بِك، تِلكَ البُنية جارة لك، هذا الصبى يُشبِه يديك، قد نهل عِلماً مِن مِرفقيك، وشبّ طوقاً دِفاع عنك، وحمل كتُبُك بِين يديه… وقبل أمضِى لِحال سبِيلى توقفتُ فجأة سُؤال عنك، ووجدتُ حشد مِن مُحبِينك يمدُد يداه سلام عليك، سِنُ التقاعُد قد وصل لك بِمليُون سلام وأنت جِد.