لا تحدثني عن الرجوله دعني اكتشفها بنفسي…فإذا حدثني عنها أجدني اصف زوجي

بقلم: دكتوره مروه رضوان

رئيس التحرير 

الرجوله من وجهه نظري المتواضعة، ثمرة حكمة العقل، وقوة إيمان، وطهارة قلب، لا يمنحها الله عز وجل؛ الا لمن يستحقها فهي لا تباع ولا تشترى بالاسواق، وليست عمل بطولي تصنعه النوادي الرياضية، أو أرقام في كشوف الحسابات البنكية، لا تنال بالصوت العالي أو الاستعلاء والتكبر والتصنع….فلا ترهق نفسك بعناء إثبات رجولتك…. دعني اكتشفها بنفسي.

الرجولة يا سيدي أمر صعب لا يطيقه الكثيرون، إذ لا يمكن لصاحبها أن يعيش على هامش الحياة هائما على وجهه بلا هدف، حياته أسمى من أن تتمحور حول نفسه، وأكبر من أن تدور في فلك ممتلكاته، لا خبز له في الادعاء ولا يجيد لعبة الأقنعة، ولا يكترث كثيرا لاعتبارات البشر، يكفيه أن يطرح ما لديه بصدق، ولا يهمه بعد ذلك إن صدقته أم لا، فأرح نفسك من عناء إثبات رجولتك.

الرجولة يا عزيزي كلمة، وموقف حق، ونصرة للمظلوم على الظالم ابتغاء وجه الله تعالى، وهي الأخلاق الكريمة والمعاملة الحسنة، والشهامة عند حاجتها والشجاعة في وقتها، وأن تكون مستعدا للتضحية في سبيل ما تؤمن به، فأرح نفسك من عناء إثبات رجولتك..

الرجوله من أسمى ما يمكن أن تبحث عنه المرأة في الرجل، فإن وجدته وجدت الحب الذي لا يذبل، والثقه التي لا تزعزغها الأوقات والمواقف العصبية، عندما تجدها المرأه تجد الاشباع الحقيقي لعقلها وقلبها، فتعيش مطمئنه لأنها وجدت رفيق الدرب في الدنيا والأخرة، الذي وجدت معه السكينه والمودة والرحمة، واستشعرت في حضوره ميزتها، كما يميّز الوليد رائحة أمه.

لن يبهرني كثيرا الأداء المسرحى والطريقة الاستعراضيه للمتصنعين من أشباه الرجال، فليس كل من تحمل بطاقته الشخصيه كلمه ذكر هو رجل، ولن أصدق رجوله يتحدث صاحبها عن نفسه كما يتحدث المتيم عن محبوبته، ويرى نفسه أفضل من غيره كما يرى المحبوب محبوبته أجمل النساء، فليست الرجوله الحقيقية أن تضع نفسك في مرتبه فوقيه لكل البشر، فإذا كنت رجلا بمعنى الكلمه سأجد المعنى الحقيقي في كل تصرفاتك، ولست بحاجه لأثبات رجولتك التي تكمن في كل تعاملاتك مع الآخرين.

وحقيقه لم اكتشف المعنى الحقيقي والدقيق للرجولة الا عندما قابلت زوجي، بعدما يئست وفقدت الامل في لقاء رفيق دربا يحمل الرجوله اسما ومعنى متفردا بها عن غيره من بنى جنسه، رجلا يطبق قول الله ورسوله الكريم، ومنهجه في معامله القوارير، والرفق بهن قولا وفعلا، فما اكرمهن الا كريم وما اهانهن الا لئيم.

اللهم اسعد “سعيدا” الرجل الذي تفرد بالمعني الحقيقي الرجوله دون غيره من الرجال، واجعل سعادته في الدارين اسما وصفه، فإنك لا تضيع اجر من احسن عملا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *