كتبت: دعاء سيد
سورة آل عمران هي إحدى سور القرآن الكريم التي تحمل في طياتِها الكثير من الحكمةِ والتوجيهات للإنسانِ، وتتناول مواضيع متعددة تشمل العقيدة والتشريعات الشرعية والحكمة الإلهية.
تبدأ السورة بمناقشة أهمية العقيدة الصحيحة وتأكيد الإيمان باللِّه -تعالى- ورسلهِ، حيث يقول اللُّه -تعالى-: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، وفي الآية الثانية والثالثة، يشير اللُّه إلى أنّ الإيمان برسلهِ والاعتصام بكتابهِ هو مفتاح النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة.
وتحتوي سورة آل عمران على العديدِ من الأحاديثِ التي تحث على الصبرِ والتوكل على اللِّه -تعالى- في كلِّ الأمور، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللُّه(ﷺ): لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}
(آل عمران: 146)، دخل عليه الحسن بن عليِّ، فقال: يا بني، أنزلت عليَّ وعليك هذه الآية، قال: قلت: يا رسول اللّه! وفي كل ذلك خير؟ قال: نعم، قالت عائشة: فكان رسول اللّه(ﷺ) إذا حزنه أمر فزع إلى الصلاةِ.
وتختم السورة بتذكيرِنا بأهميةِ الاعتصام بحبلِ اللِّه جميعًا والتمسك بدينهِ، وذلك في قولهِ-تعالى-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}، هذه الآية تُشير إلى أهميةِ وحدة المسلمين والتمسك بتعاليمِ الإسلام كوسيلةِ لتحقيقِ السعادة والسلام في الدنيا والآخرة.
سورة آل عمران تعتبر مصدرًا غنيًا بالحكمةِ والتوجيهات الإلهية، وتحمل في آياتِها وأحاديثها العديد من الدروسِ والعبر التي تُساعد المؤمنين على بناءِ حياة متوازنة وموجهة بالإيمانِ والتقوى.