كتب: حامد خليفة
أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان دراسة جديد بعنوان “دور البرلمان في تحويل الحقوق الدستورية إلى تشريعات فعالة لحقوق الإنسان” وتستند هذه الدراسة إلى القيام بحصر مواد الدستور المصري المعدل في 2019 والتي نصت على إصدار قوانين لتنفيذها وترجمتها على أرض الواقع سواء تم تحديد وقت لإصدار هذه القوانين خلال 5 أو 10 سنوات أو دون التقيّد بمدة زمنية كما تقوم الدراسة باستعراض تفاصيل المواد الدستورية التي تحتاج إلى إصدار قوانين ومدى أهميتها على المستوى السياسي والإقتصادي والإجتماعي وأهميتها لتعزيز حقوق الإنسان.
كما تتناول الدراسة إرتباط عدد من المواد الدستورية التي لم تصدر القوانين الخاصة بها بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان وإلتزامات مصر الدولية كذلك توضيح أهمية إقرار هذه القوانين في تحقيق مجموعة كبيرة من النتائج المستهدفة في الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي تم إطلاقها في العام 2021. وحدد الدراسة المواد الدستورية التي تحتاج إلى تدخل تشريعي لتترجم إلى قوانين، إلى ثمان مواد دستورية تهدف في مجملها إلى تعزيز حقوق الإنسان في مصر وهي مسؤولية ملقاة على عاتق مجلس النواب فهو الجهة التشريعية المنوط بها سن القوانين وسبق أن اعتبرت الحكومة أن بعض هذه القوانين هي مسؤولية مجلس النواب، وأن الإلزام الدستوري يقع على عاتق المجلس التشريعي.
وفي هذا السياق قال أيمن عقيل الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة ماعت أن الدستور المصري يعكس حرص المصريين على تطوير آليات تعزيز حقوق الإنسان، ووضع مزيد من الضمانات التي تكفل حق المواطن المصري وتنظم العلاقة بين مختلف أجهزة الدولة، وهو ما جعل الدستور المصري الحالي، الوثيقة الأكثر تطورًا من كل الدساتير المصرية السابقة بما وضعه من مبادئ وحقوق وآليات تكفل الحقوق والحريات للمواطنين، وتؤكد إلتزام مصر بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. وأضاف عقيل أن هذا الدستور يحتاج للقوانين من أجل الترجمة على أرض الواقع والتحول من وثيقة مبادئ إلى قوانين تنظم العلاقات والحقوق والواجبات في المجتمع وهي المهمة التي أوكلها الدستور إلى السلطة التشريعية والممثلة في مجلس النواب فهي الجهة المنوطة بتشريع وإقرار القوانين وتفعيل الإلتزامات الدستورية ومع تحديد مواعيد لإقرار بعض القوانين فإن مجلس النواب يكون مقصرًا في حال لم يلتزم بالمواعيد الدستورية لإقرار هذه القوانين ومن الواجب دستوريًا معالجة هذا الخلل بسرعة إقرار القوانين التي نص عليها الدستور نظرًا لأهميتها في تعزيز حقوق الإنسان ودعم مسيرة تطور الدولة وحركة المجتمع.
وطالب عقيل مجلس النواب بضرورة أن يضع على رأس أولوياته إنجاز القوانين المحددة دستوريا خلال الفصل التشريعي الحالي، لتأكيد إلتزام المجلس بإحترام الدستور وتنفيذ نصوصه. كما طالب بضرورة توجيه الإهتمام البرلماني والحزبي نحو إقرار القوانين التي تشغل الأوساط السياسية والحقوقية، والتي حددها الدستور ووضعتها الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ضمن نتائجها المستهدفة كما أنها جاءت ضمن مخرجات الحوار الوطني وخاصة إصدار قانون جديد للإجراءات الجنائية يتوافق مع نصوص الدستور وأهداف الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
من جانبه قال إسلام فوقي مدير وحدة الديمقراطية بمؤسسة ماعت أن تأخر صدور قانون الإدارة المحلية، لا يمثل فقط مخالفة للمادة 242 من الدستور التي تنص على تطبيق نظام الإدارة المحلية الجديد خلال 5 سنوات، بل أن تأخر هذا القانون يعني تعطل مواد الدستور الخاصة بالإدارة المحلية وهي سبع مواد “181،180،179،178،177،176،175″، وردت في الفرع الثالث الخاص بالإدارة المحلية ضمن الباب الثاني الخاص بالسلطة التنفيذية حيث أن قوانين الدستور بشأن الإدارة المحلية متعلقة بالنظام الجديد الذي لم يصدر قانون بشأنه حتى الآن. وطالب فوقي الأحزاب السياسية المسيطرة على أغلبية مقاعد مجلس النواب أن تسارع لتنفيذ الإلتزامات الدستورية من خلال التقدم بمشروعات القوانين المستهدفة.