كتبت: دعاء سيد
صلاة التراويح تُعتبر من أبرز المظاهر الدينية التي يتميز بها شهر رمضان المبارك، إنها ليست مجرد عبادة روتينية؛ بل هي لحظات تمتاز بالسكينةِ والراحة النفسية التي تجد فيها القلوب الطمأنينة والسعادة، بنورِ القرآن الكريم وتجلياته العظيمة.
وردت العديد من الآياتِ التي تحث على قيامِ الليل وأداء الصلاة، ومن بينها قوله -تعالى-: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا»
(الإسراء:79) وهذه الآية تُشير إلى فضلِ قيام الليل وصلاة التهجد فيه.
أيضًا، في الحديثِ الشريف وردت أحاديث كثيرة تشجع على أداءِ صلاة التراويح، فعن أبي هريرة رضي اللُّه عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ﷺ): «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، وهذا الحديث يُبين فضل قيام الليل في شهرِ رمضان وما يترتب عليه من مغفرةٍ للذنوب.
وتتجلى الراحة النفس والسكينة في صلاةِ التراويح من خلالِ جمال الأجواء الروحية التي تُحيط بها، حيث يتجمع المصلون في المساجدِ لأداءِ هذه الصلاة المباركة بخشوعٍ، فالانغماس في تلاوةِ القرآن الكريم والتفكر في معانيهِ ينعكس إيجابًا على النفسِ ويمنحها الهدوء والسكينة.
بالإضافةِ إلى ذلك، فإنّ صلاة التراويح تُمثل فرصةً لتقويةِ العلاقة باللِّهِ وزيادة الإيمان، حيث يتيح للمؤمنين فرصةً للتواصلِ الداخلي مع اللِّه والتضرع إليه بالدعاءِ والاستغفار، ومن خلالِ هذه العبادة، يشعر المسلم بالراحةِ النفسية والثقة بأنّ اللَّه سيُجيب دعواته ويُسهل له أمور حياته.
باختصارٍ، تُعتبر صلاة التراويح لحظات من السكينةِ والراحة النفسية في شهرِ رمضان، حيثُ يتمتع المؤمنون بالاقترابِ من اللِّه-عز وجل- من خلالِ تلاوة القرآن الكريم والصلاة؛ مما يُعزز إيمانهم ويمنحهم الطمأنينة والسعادة الداخلية.