التوبة: الرجوع إلى اللّٰه

كتبت: دعاء سيد

التوبةُ تُعتبر من القيمِ الأساسية في الإسلامِ، وتُمثل مفهومًا عظيمًا يُشير إلى الرجوعِ إلى اللِّه بقلبٍ نقيّ ونية صافية، ويُعبر مصطلح “التوبة” عن عمليةِ تحول روحي وتجديد للعهدِ مع الخالق، ويأتي معنى “التوبة” من الجذرِ العربي “تَابَ” الذي يعني الرجوع والتوبيخ.

تتسمُ أهمية التوبة بتأثيرِها العميق على الفردِ والمجتمع، فهى فرصة لتصحيحِ المسار والتخلص من الأخطاءِ والذنوب، ويشدد القرآن الكريم على أهميةِ التوبة، ففي سورةِ «الفرقان» يقول اللُّه-عز وجل-: «وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ» (الفرقان: 70).
ويقول اللُّه-تعالى- أيضًا في سورةِ الزمر: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا» (الزمر: 53).

التوبةُ ليست مجرد عملية اعتراف بالخطأ؛ بل هي تحول دائم ينعكس على سلوكِ الفرد، ويُظهر النبيُّ محمد(ﷺ) في حديثهِ الشريف أهمية التوبة، فقد قال النبيُّ(ﷺ): «يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ»
(رواه مسلم).

وقال النبيُّ(ﷺ) أيضًا:«إِنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيُبْسِطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا»(رواه البخاري ومسلم)، حيثُ يعكس هذا الحديث أهمية التوبة، ومؤكدًا على استمراريةِ رحمة اللّه -تعالى- وقبول التوبة.

يُؤكد القرآن الكريم على فضلِ التوبة، ففي سورةِ”النور” يقول اللُّه-تعالى-: «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (النور: 31).

التوبة تُعتبر فرصةً للتجديدِ الروحي والارتقاء الروحي؛ لتشجعِ الشريعة الإسلامية على العفوِ والرحمة، وتركز على قوةِ التوبة في تحويلِ الخطايا إلى حسناتِ: فيعلم المؤمنُ أنّ اللَّه غفورٌ رحيم، وأنّه إذا تاب بصدقٍ، سيجد أبواب الرحمة مفتوحة أمامه.

فى الختامِ، يتضحُ لنا من القرآنِ الكريم والسنة النبوية الشريفة أنَّ التوبة هي عملية مهمة لتحقيقِ السلام الداخلي والقرب من اللِّه-عز وجل-، وهي فرصة للتجديدِ الروحي والرجوع إلى اللِّه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *