كتبت: دعاء سيد
تُعتبر هذه الآية من آياتِ القرآن الكريم التي تحمل العديد من الدروسِ والتوجيهات الهامة، وتعكس جوهر الإيمان والتقوى وتقدم توجيهًا واضحًا للمؤمنين بشأنِ كيفية القرب من اللِّه- عز وجل- والفوزِ برضاه.
يُشير تفسير هذه الآية إلى أنّ اللّه- تعالى- يحب المتقين، وهم الذين يتورعون عن المعاصي ويحرصون على أداءِ الواجبات الشرعية، والمتقون هم الذين يتقون اللّه في جميعِ جوانب حياتهم، سواء في العلن أو في الخفاءِ، ويسعون جاهدين لتحقيقِ مرضاةِ اللّه- عز وجل -في أفعالِهم وأقوالهم.
تتعدد صفات المتقين، فهم يُظهرون الإخلاص والتقوى في تعاملاتِهم اليومية، ويعملون على تحقيقِ العدالة والرحمة في مجتمعِهم، ويُشجع المتقون على العلمِ والعمل الصالح، ويُحثون على الصبرِ والاحتساب في وجهِ التحديات.
وتكمن جاذبية هذه الآية في الإيمانِ بأنّ حُب اللّه- تعالى- للمتقين يُمثل تحفيزًا كبيرًا للسعي نحو التقوى والإصلاح الشخصي، ففهم معنى التقوى يتضمن الحفاظ على العباداتِ والقيام بالواجباتِ، وفي الوقتِ نفسهِ، وتجنب المحرمات وتحسين السلوك والأخلاق، فالمتقون يعيشون حياة تتسم بالوعي والتأمل، حيثُ يسعون لتحقيقِ التوازن بين الجانب الروحي والجسدي، ويُشجعون على التعاونِ وتعزيز الخير في المجتمعِ، وبذل الجهود لتحقيقِ العدالة والرحمة في كلِّ جوانب الحياة.
“فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ” تعتبر إشارة إلى الرحمةِ والحنان الإلهي نحو الذين يسعون للتقربِ من اللّه- عز وجل -بالتقوى والإيمان الصادق، وتحمل دعوة لتعزيزِ القيم الأخلاقية والروحية في حياتِنا، والسعى نحو الخير والتحسن المستمر.