كتبت: دعاء سيد
قوةٌ عظيمة تجلبها عبارة (لا حولَ ولا قوةَ إلا باللِّه) في حياتِنا، تعتبر هذه العبارة أساسًا للتوكلِ على اللِّه وتَحملُ في طياتِها قوةً روحية وعقلية تُمكن الإنسان من التغلبِ على التحدياتِ، وتعني استسلام وتفويض اللّه تعالى والاعتراف بالإذعانِ له وأنّه صانع غيره ولا راد لأمرهِ وأنّ العبد لا يملُك شيئًا من الأمرِ.
في سياقِ الحياةِ اليومية، يُمكن لهذه العبارة أنّ تكون مصدر قوة في التصدي للصعوباتِ والابتلاءاتِ، فعندما يواجه الإنسان مشاكل صحية أو مالية أو عاطفية، يتجلى “كَنز الجنة” في تأكيدِ الاعتمادِ الكامل على اللِّه، ويعود ذلك إلى الإيمانِ الراسخ بأنّ اللّه هو القائل في الأمورِ والمُتحكم في القَدرِ؛ فيقوىٰ الوعي بأنّ كلّ حدثٍ يحدث بإرادةِ اللِّه، وهو مصدرُ القوة الحقيقية التي يحتاجها الإنسان؛ فيُشجع الفرد على عدمِ الاستسلامِ أمام الظروفِ الصعبة، وبدلًا من ذلك، يستند على القوةِ الإلَهية لتحقيقِ التحسن.
التفكير في أهميةِ هذه العبارة يتطلب الرجوع إلى مصادرِ دينية موثوقة مثل: “القرآن الكريم والحديث الشريف”؛ فعن أبِي هُريرة (رَضِيَ ٱللَّٰهُ عَنْهُ)، قال: قال رسول اللِّه(ﷺ): “قولوا: “لا حولَ ولا قوةَ إلا باللِّه، فإنها كَنز من كُنوزِ الجنة”
(الجامع الصغير).
وعن أنس بن مالك أن النبيّ(ﷺ)قال: “إذا خرج من بيتهِ فقال: بسم اللِّه توكلت على اللِّه لا حولَ ولا قوةَ إلا باللِّه فيُقال له حسبُك قد كُفيت وهُديت ووفُيت فيُلقى الشيطان شيطانًا آخر فيقول له كيف لك برجلٍ قد كفي وهدي ووفي.
يُبرزان هذان الحديثان أهمية وقيمة قول “لا حولَ ولا قوةَ إلا باللِّه”، حيث يُشيرا إلى أنّ هذا الذكر يُعد كنزًا من كنوزِ الجنة، مما يجعله تعبيرًا عن الاعتمادِ الكامل على اللِّه في جميعِ الأمورِ، ويمكن الاستناد إلى آياتٍ قرآنية تؤكد على قوةِ التوكل والاعتمادِ على اللِّه.
في الختامِ، يَظهر “كَنز الجنة” كقوةٍ دافعةٍ لنا في مواجهةِ التحدياتِ الحياتية؛ فيتيحُ لنا تحقيق التوازن والسلام الداخلي في ظلِّ الثقةِ العمياء في إرادةِ اللِّه، وهو مفتاح الوصول إلى الجنةِ والراحة النفسية في الدنيا.