كتب: معاذ رضوان
في البداية، لابد أن نقف وقفة احترام وتقدير لكل معلم صادق، يعطي من علمه ووقته وجهده دون انتظار مقابل، ومن بين هؤلاء يبرز اسم “مستر اسلام محمد” ، مدرس مادة الرياضيات.
ففي زمنٍ تتغير فيه المفاهيم، وتتشابه فيه الوجوه، ويصبح العطاء الصادق عملة نادرة، يظل المعلم الحقيقي ثابتًا كالنور، لا يخفت عطاؤه، ولا ينضب علمه، ولا يتراجع أثره مهما مرّت السنوات. ليبرز اسم “مستر إسلام “ الذي لم يكن يومًا مجرد ناقل للمعلومة، بل صانعًا للفهم، وبانيًا للعقول، وملهمًا للأجيال.
إن الحديث عن مستر اسلام محمد ليس حديثًا عن مادة دراسية فحسب، بل هو حديث عن تجربة تعليمية متكاملة، عن رحلة تعلم ممتعة، وعن معلم آمن بأن رسالته أسمى من مجرد شرح دروس أو حل مسائل، فحمل الأمانة بصدق، وأداها بإخلاص، وترك أثرًا طيبًا لا ينسى.
وتعد مادة الرياضيات من أكثر المواد التي يخشاها الطلاب، ويرتبط اسمها في أذهان الكثيرين بالصعوبة والتعقيد والخوف من الخطأ. ولكن مع مستر اسلام تغيّر هذا المفهوم تمامًا، وتحولت الرياضيات من مادة جافة إلى علم ممتع، ومن معادلات صعبة إلى أفكار منطقية سهلة الفهم.
فهو يمتلك القدرة الفريدة على تبسيط أصعب المفاهيم، وتحويل المسائل المعقدة إلى خطوات واضحة، مستخدمًا أمثلة من الحياة اليومية، وطرقًا ذكية تجعل الطالب يشعر أن الرياضيات ليست بعيدة عنه، بل هي جزء من تفكيره وحياته، فهو لم يكتفي بالحل، بل يحرص دائمًا على أن نفهم لماذا نحل بهذه الطريقة، وكيف نصل إلى النتيجة، مما جعل الفهم أعمق وأثبت.
من أعظم ما يميز مستر اسلام هو أسلوبه في الشرح، الذي يجمع بين البساطة والدقة، وبين الجدية والمتعة كان يشرح المعلومة أكثر من مرة، وبأكثر من طريقة، دون أن يشعر الطالب بالملل أو الإحراج. لم يكن يضيق بالسؤال، بل كان يعتبره دليل فهم ووعي، وكان يشجعنا دائمًا على المشاركة والتفكير والنقاش.
تحلّى بصبرٍ كبير، خاصة مع الطلاب الذين يواجهون صعوبة في الفهم، فلم يكن ييأس منهم، بل كان يؤمن بأن كل طالب قادر على النجاح إذا وجد من يفهمه ويدعمه، هذا الصبر جعل الكثير من الطلاب يستعيدون ثقتهم بأنفسهم، ويتغلبون على خوفهم من المادة، ويحققون نتائج لم يكونوا يتوقعونها.
لم يكن “مستر اسلام محمد” متميزًا بعلمه فقط، بل بأخلاقه الرفيعة وتعامله الإنساني الراقي. كان يحترم طلابه، ويقدر مشاعرهم، ويتعامل معهم كأبٍ ومعلمٍ في آنٍ واحد. جمع بين الحزم والرحمة، وبين الانضباط والتفاهم، فخلق بيئة تعليمية يسودها الاحترام المتبادل.
كان يغرس فينا قيمًا مهمة مثل الالتزام، وتحمل المسؤولية، واحترام الوقت، وعدم الاستسلام للفشل. علّمنا أن الخطأ ليس نهاية الطريق، بل بداية التعلم، وأن النجاح لا يأتي إلا بالاجتهاد والمثابرة.
من الأمور التي لا يمكن تجاهلها حرص مستر إسلام محمد الدائم على متابعة مستوى طلابه، سواء داخل الحصة أو خارجها. كان يهتم بأدق التفاصيل، ويسعى دائمًا لتقديم الدعم لكل من يحتاجه. لم يكن التعليم بالنسبة له وظيفة تؤدى، بل رسالة يعيشها بكل إخلاص.
كان يشعر بنجاح طلابه وكأنه نجاحه الشخصي، ويحزن لتراجعهم، ويسعى بكل جهده لمساعدتهم على التحسن. هذا الإحساس الصادق جعل العلاقة بينه وبين طلابه علاقة احترام وتقدير وحب حقيقي.
إن أثر المعلم الحقيقي لا يقاس بالدرجات فقط، بل بما يتركه في النفوس من ثقة وعلم وقيم. ومستر اسلام ترك أثرًا عميقًا في قلوب طلابه، أثرًا سيظل حاضرًا مهما طال الزمن. كثيرون منا تغيرت نظرتهم للرياضيات بسببه، وكثيرون اكتشفوا قدراتهم الحقيقية بفضله، وكثيرون تعلموا كيف يفكرون بشكل منطقي ومنظم.
سيبقى اسمه مرتبطًا بالنجاح، وبالشرح السهل، وبالاهتمام الصادق، وبالذكريات الجميلة داخل قاعات الدراسة. وسيظل نموذجًا للمعلم الذي يستحق كل تقدير واحترام.
في الختام، نتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى مستر اسلام، على كل ما قدمه من جهد وعلم ووقت، وعلى كل لحظة صبر، وكل كلمة تشجيع، وكل فكرة زرعها في عقولنا. نعجز عن التعبير عن امتناننا بكلمات، فمهما كتبنا لن نفيه حقه.
نسأل الله أن يجزيه عنا خير الجزاء، وأن يبارك في علمه وعمره، وأن يجعله دائمًا سببًا في نجاح طلابه وتفوقهم، وأن يكتب له الأجر والثواب عن كل طالب تعلم على يديه.
شكرًا “مستر إسلام محمد” لأنك لم تكن مجرد مدرس رياضيات، بل كنت معلمًا، وقدوة، وأثرًا جميلًا لن يُنسى،الذي لم يكن مجرد مدرس ماده بل مخلص ماده.

