ملتقى الذكاء الاصطناعي والهوية الثقافية يفتح أبوابه للشباب والفنانون

كتبت: هايدي فلفل 

افتتح الكاتب يحيى رياض يوسف، مدير عام مكتبة القاهرة الكبرى، فعاليات ملتقى “الذكاء الاصطناعي والهوية الثقافية”، مؤكدًا أن الملتقى يأتي ضمن استراتيجية وزارة الثقافة للحفاظ على الهوية الثقافية ونقل الرقي إلى الشباب، معربا عن إعجابه بمستوى المشاركين وأهداف المكتبة في توجيهم ودعمهم. وأشاد يحيى رياض بالمعرض المصاحب للملتقى، معتبر أنه نافذة فنية تعكس التنوع الثقافي والفني، وتعزز قيمة الحفاظ على الهوية الوطنية.

جاء المعرض بمجموعة متنوعة من اللوحات الفنية، من بينها أعمال الدكتور خالد سعد، والفنان المهندس هشام توحيد بعدسات فوتوغرافية، والفنانة سمر سمير التي جسدت عبق التاريخ في أعمالها، بالإضافة إلى الفنانة روان سلام التي عرضت لوحات زرع مميزة، والدكتورة نبيلة الخواص بلوحاتها الفنية الرائعة. المعرض قدّم للزوار فرصة رؤية الحياة من زاوية فنية متعددة وتقدير الهوية الثقافية.

كما ألقى الكاتب عبد الله نور الدين كلمة تناول فيها قصر الأميرة سميحة وحياتها وتاريخها، وقدم الشكر للكاتب يحيى رياض على أعماله ودراساته حول تاريخ القصر ودعمه التاريخي القيّم. وأعلن عبد الله نور الدين عن مشروع جديد تحت عنوان “الوعي الأثري المسرحي”، مؤكدًا أن المسرح هو سيد الموقف في نقل التاريخ والحضارة، فالمحاضرات لها قيمتها، لكن سلسلة الاسكتشات المسرحية “الحياة التاريخية” تتيح للأطفال والشباب فرصة تجربة وإحياء تاريخ الآثار المختلفة بطريقة ممتعة وتفاعلية. كما شدد نور الدين على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا الحديثة يمكن أن تكون أداة لحماية التراث الثقافي، لا تهديدا له، وأن تراثنا الثقافي حيّ ومستمر للأجيال القادمة.

ومن جانبه، اشاد المؤرخ محمد أشرف، رئيس ملتقى “كنوز الــ27″، مبالمبادرة وبالجهود المبذولة لنشر الثقافة بين الشباب، ومؤكدًا أهمية دمج التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي مع التعليم الفني والثقافي.

وأضاف أشرف أن هذا الملتقى لم يأتِ صدفة، بل هو ثمرة تعاون حقيقي بين مؤسسات وطنية وجهود شبابية امنت بأن الهوية ليست مجرد ما نرويه، بل حاضر نصنعه ومستقبل نحميه. وأكد أن حماية الوعي الثقافي مسؤولية جيل، لا تُؤدى بالكلمات فقط، بل بالفعل والعمل المشترك.

كما أشاد بالدور الرائد الذي تقوم به وزارة الثقافة المصرية في دعم كل فكر مبدع يسعى لترسيخ القيم والهوية، وبالشراكة الكريمة مع مكتبة القاهرة الكبرى التي فتحت أبوابها لتكون منبراً للفكر والحوار، وثمن دور اتحاد الأثريين المصريين الذي أسسه الأستاذ الدكتور عبد الحليم نور الدين رحمه الله، الذي ظل رمزًا للعطاء الأثري العلمي والوطني.

ومن جانبه وأعرب الداعية أحمد الطلحى من ليبيا الشقيقة عن سعادته بالمشاركة في الملتقى، مشيرًا إلى أهمية نشر قيم التسامح والحضارة بين الشباب.

كما شاركت فرقة أنوار الصديق، مقدمة مجموعة مختارة من الأعمال التي تتناول سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لتعزيز الوعي الديني والثقافي لدى الشباب المشاركين في الملتقى.

واختتم الملتقى بجلستين حواريتين شارك فيهما نخبة من الخبراء.
الجلسة الأولى، أدارتها المهندسة والروائيه نبيلة هاشم تحت عنوان “الهوية المصرية بين التأثير والحماية بالذكاء الاصطناعي”، وشارك فيها أ.د  خالد سعد، أ.د عماد فكري، وأ.م.د محمود الحصري، وناقشت تأثير التقنيات الحديثة على حفظ التراث وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون درعيحمي الذاكرة المصرية من الاندثار، مع التركيز على ضرورة دمج التكنولوجيا مع الحفاظ على الهوية.

أما الجلسة الثانية، فأدارها الكاتب عبد الله نور الدين وشارك فيها أ.د سيد مكاوي، أميرة فكري، المهندس هشام توحيد، المهندس مصطفى بخيت، تامر محمد، وتركزت على التحديات والفرص في عصر التكنولوجيا الحديثة، مؤكدة أهمية التوازن بين التطور التكنولوجي والحفاظ على التراث، واستثمار الذكاء الاصطناعي لخدمة الهوية المصرية دون المساس بجوهرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *