بقلم: دكتوره مروه رضوان
رئيس التحرير
حين أكتب عنك يا صديقتي الغالية، أجد الكلمات تقف خجلى أمام عظمة قلبك، ونقاء روحك، فأنتِ لم تكوني مجرد صديقة عابرة في دربي، بل كنتِ أختًا وسندًا ومصدر إلهام لكل من عرفك… تتسابق الكلمات، وتتعثر الحروف، لأن ما في قلبي أكبر بكثير من ان يُكتب على الورق، فأنتِ لم تكوني مجرد رفيقة درب، بل أختًا حقيقية منحني الله إياها، تشاركني الحزن قبل الفرح، وتخفف عني أثقال الدنيا بإبتسامتها المعهودة وقلبها النقي.
“إيمان محمد حسن” … أسم يكتب بحروف من نور، لما تحمله من أخلاق عالية، وتفانٍ نادر في عملها ورسالتها الساميه كمربيه أجيال، تضحي بروحها وجهدها ووقتها في سبيل التربية قبل العلم، لتصبح بحق معلمة أجيال، ومثالًا يحتذى به في العطاء بلا حدود، فهي التي لقبها الجميع بالمعلمه المخلصة التي لم تبخل يومًا بعلمها أو وقتها أو جهدها.
اتحدث عن تجربتي الشخصية مع هذه الإنسانه النادرة التي جمعني القدر بها منذ عده سنوات مضت، وأنا البنت يتيمه الأب والأم بل والأخت، ليرسل الله لي أختا حقيقية لم تلدها امي، لتبرهن صحه مقوله ( رب اخا لم تلده امي).
اعلم جيدا أنني لست الصديقه الوحيدة لها، لان شهامتها ووقوفها بجانب كل من يحتاج إليها، جعل لها صديقات كثيرات، ونموذج لن يتكرر، لا أنسى يوم كنتُ في أشد أزماتي، ووجدتك أول من يمد لي يد العون، ويكون لي خير سند وداعم، ولا أنسى مواقفك حين وضعتِ همومي فوق كتفك، وخففتِي عني بكلماتك الطيبة، وابتساماتك الصادقة التي اضفت لي طاقه إيجابيه، جعلتني اقاوم وأنهض من جديد، وانا بكامل قوتي، في كل مرة تعثرت فيها، كنتِ أنتِ اليد التي ترفعني، وفي كل مرة أضعف، كنتِ أنتِ القوة التي تدفعني للأمام.
كرمك وطيبة قلبك أغلى من الأموال، وأبقى من أي جاه أو منصب، فقد ضربتِي أروع الأمثلة في الإخلاص والوفاء والصدق، وأثبتِّ أن القيم لا تزال حية في زمن قلّ فيه الوفاء.
أفتخر بصداقتك، وأشكر الله أن جمعني بكِ، وأسأل الله أن يحفظك، ويزيدك رفعة ومحبة في قلوب الناس، وأن يرزقك سعادة الدارين، فأنتِ تستحقين كل الخير والحب، يا معلمه الأجيال التي زرعتِ في طلابها قيم التفاني والاجتهاد، وغرستِ فيهم حب العلم والفضيلة، حتى أصبحتِ نموذجًا يُحتذى به في رساله سامية.
إنكِ إنسانة نادرة يا إيمان، تضعين احتياجات الآخرين فوق نفسكِ، وتجعلين من عطائك منهجًا في الحياة، ضربتِي أروع الأمثلة في الجدعنة والوفاء والكرم، حتى أصبحتِ أعزّ ما يُقال فيه: “الأخلاق أثمن من الأموال”. أُشهد الله أنني لم أرَ منك إلا كل خير، ولم أجد منك إلا الصدق والإخلاص.
أفتخر أنني عرفتك، وأفتخر أكثر أنني سرت بجانبك في رحلة الحياة.، وأسأل الله أن يحفظك من كل سوء، وأن يزيدك نورًا في القلب ومحبة في قلوب الناس، وأن يبارك لك في صحتك واولادك واهلك ومالك وعملك، وأن يجعل كل خطوة لك في ميزان حسناتك، واشكر والدك ووالدتك اللذان اجتهادا في تربيه ام فاضله مثلك، كل من يراها يدعو لمن رباها، ويتمنى ان يكون مثلها، ومن اعرفها يدعو لها بالخير، وصدق الامام علي بن أبي طالب حين قال فمن تعطر باخلاقه لن يجف عطره حتى لو كان تحت التراب،
يا صديقتي الغالية، دمتِ تاجًا فوق رأسي وزهرةً في بستان حياتي، وجعل الله كل أيامك سعادة ورضا واطمئنان، لانك تستحقين كل الخير والحب وأكثر.