فن التلاعب واغتصاب العقول

بقلم: ا.د فتحي الشرقاوي

استاذ علم النفس جامعة عين شمس

كلنا تقريبا شاهدنا فيلم تيتانك الشهير وتابعنا أحداث غرقها الكارثي،الذي أودى بأرواح الآلاف من الأشخاص ماتوا غرقا في ظروف بالغة القسوةوكلنا تقريبا كنا في حاله من التعاطف والترقب بكل مشاعرنا الانسانية مع بطل الفيلم أن يخرج سالما من تلك الكارثة ،مع علمنا اليقيني بأنه كان لصا ومدمنا للخمر ولاعب قمار ولم يخامرنا أدنى إحساس.حينئذ بالتعاطف مع آلاف الأطفال و النساء والعواجيز الذين لاقوا حتفهم غرقا،الأمر الذي يجعلنا نتسائل كيف تم تحقيق تلك المعادله النفسية داخل نفوسنا جميعا دون ان ندري وكأننا نقع تحت تأثير بنج موضعي للدماغ ( نتعاطف مع من ليس جديرا بالتعاطف على حين نهجر بقصد أو دون ذلك تعاطفنا الإنساني مع من يستحقون منا مثل هذا الشعور الإنساني النبيل) ‼️إنها لعبه استلاب واغتصاب العقول،لعبه يجيد صناعتها وترويجها الإعلام بكافة روافده والدراما بكافة اشكالها، ففي الوقت الذي تباد فيه غزه تماما على ايدي الصهاينة بوحشية عدوانية بشعة على مستوي البنية التحتيه والبشرية واستشهاد الالاف من اطفالها ونسائها وشيوخها نجد الإعلام الغربي يعرض بحرفية شديدة ومهنيه عاليه الجوده بعض الصور لقتلى الصهاينه على جمهورهم الغربي وتسليط الضوء على تلك اللقطات والصور لاستلاب واغتصاب عقول عقول المتابعين للأحداث في الغرب، جلبا لتعاطفهم مع موقفها اللاانساني الواضح، هل علمتم الان فنون اللعبه( يقوم المخرج السينمائي او الاعلامي أو حتى بعض الساسة.

بتسليط الضوء على بعض الموضوعات غير الهامة قليلة الأهمية،وتسليط الأضواء عليها جذبا لتعاطف الجمهور معها،لإبعاد نظرهم وتفكيرهم والهائهم عن تلك الموضوعات الجديره أصلا بالإهتمام( ميكانيزم تغييب واغتصاب العقول)….مجردخاطره
ا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *