لماذا يشعر بعض الرجال أحيانًا بأنهم لم يعودوا يحبون زوجاتهم؟

كتبت : دينا سيد نجم الدين أخصائي إرشاد نفسي وأسري اضطرابات نفسية ومشكلات سلوكية للأطفال والمراهقين 

قد يكون هذا السؤال مؤلمًا، لكنه ضروري.

أحد الرجال روى تجربته قائلًا:

“في السابق، كنت أعود من عملي مسرعًا كي أراها.

كانت ضحكتها، حديثها، وحتى تفاصيلها الصغيرة تسعدني.

أما الآن؟

صرت أتأخر خارج البيت، أقضي وقتي مع أصدقائي،

لم أعد أستمتع بالحديث معها، بل لا أرغب حتى في النظر إلى وجهها.

أحيانًا لا أرد على رسائلها، وأحيانًا أبتعد عنها إن اقتربت مني.

وبدأت أقول لنفسي: ربما لم أعد أحبها!”

الغريب أنه لم يكتفِ بهذا الإحساس، بل بدأ يبحث عن إجابة.

سأل البعض، وكان الرد المعتاد:

“هذا طبيعي… فالحب يتلاشى مع الوقت.”

لكنه لم يقتنع.

فسأل نفسه: لماذا لا تبرد مشاعر النساء بنفس هذه السرعة؟

لماذا ما زالت زوجته تحبه رغم كل ما بدر منه؟

هنا بدأ يدرك أن المشكلة ربما تكمن فيه، لا فيها.

فقرر أن يزور طبيبًا، كان صديقه ورجلًا متدينًا.

جلس معه، وحدثه بصراحة.

فقال له الطبيب بهدوء:

“هل تؤمن بالله؟”

أجابه: “بالطبع.”

قال: “إذن، سر على وصيته، وسترى الفرق.”

ثم قرأ عليه قول الله تعالى:

{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ… } [النور: 30]

وأضاف الطبيب:

“جرّب أن تطبّق هذه الآية لشهر واحد فقط، ثم احكم بنفسك.

خرج الرجل من العيادة وكأن هذه الآية تُتلى عليه للمرة الأولى.

وفي أول اختبار مرّ به — فتاة جميلة تمر بجانبه —

تذكّر كلام الطبيب، فغضّ بصره ومضى.

مرت الأيام، وكان التحدي صعبًا.

الهاتف مليء بالصور، ومواقع التواصل تعج بالإغراءات،

لكنه كان يحاول أن يقاوم ما استطاع.

وبعد أسبوعين فقط، شعر بشيء غريب…

كأن حِملًا ثقيلاً أُزيح عن قلبه،

بدأ يشعر بالطمأنينة، وعاد ينظر إلى زوجته بعين مختلفة.

عاد إلى البيت مبكرًا، بحث عنها،

ولمّا وجدها في المطبخ، احتضنها وقال:

“أنا ما زلت أحبك… لم أنسك أبدًا، لكنني كنت تائهًا.”

عاد إلى الطبيب يشكره، فابتسم الطبيب وقال له:

“الشهر لم ينتهِ بعد.”

فرد الرجل:

“لكني فهمت الآن…

الله تعالى منحني فرصة كي أعود إلى نفسي،

وأعود إلى من أحب.”

ثم رفع عينيه إلى السماء وقال:

“الحمد لله الذي يمنحنا دومًا طريقًا نعود من خلاله،

ويبعث لنا من يُذكّرنا حين نبتعد.”

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد ﷺ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *