كتبت : دينا سيد نجم الدين
أخصائي إرشاد نفسي وأسري واضطرابات نفسية ومشكلات سلوكية للأطفال والمراهقين ومدربة دولية مهارات حياتية
ليه بتسكت؟ حين تعيش المرأة مع رجل يتعبها نفسيًا
كثير من النساء يعشن يوميًا مع رجل يعاني من اضطرابات نفسية، أو يظن أنه أكثر فهمًا وذكاءً، فيُقلل من كلامها، ويُشكك في رأيها، ويكسرها دون أن يشعر.
لكن السؤال المؤلم هو: لماذا تسكت؟ لماذا تختار أن تتألم في صمت، بدل المواجهة والكلام؟
العيش مع رجل غير مستقر نفسيًا ليس سهلًا
تخيلي أن تستيقظي كل يوم على شخصية مختلفة…
يوم حنون وهادئ، واليوم التالي عصبي، مكتئب، أو حتى جارح في كلامه.
المرأة في هذه الحالة تدخل في دوامة مرهقة:
إن ناقشته، انفعل وانقلبت الدنيا.
إن طلبت منه زيارة طبيب، اتهمها بالتهجم والتقليل منه.
وإن سكتت، تنزف من الداخل بصمت، دون أن يشعر بها أحد.
لماذا تختار المرأة الصمت؟
المرأة لا تصمت لأنها ضعيفة، بل لأنها تعبت من المحاولة…
تصبر أملًا أن يتغير، أن يعود كما كان.
لكنها لا تدري أن الصمت في هذه الحالة لا يُصلح، بل يُرسل للرجل رسالة خادعة:
“استمر، لا شيء يستدعي التغيير.”
أما الرجل الذي يقلل من شريكته بشكل دائم، فيستخدم عبارات مثل:
“أنتِ مش فاهمة”،
“أنتِ حساسة زيادة”،
“كلامك مش منطقي”…
هذا النوع من الكلام يهدم ثقة المرأة في نفسها، يجعلها تشك في سلامة إحساسها، ويدفعها للتراجع عن التعبير، فيموت فيها مع الوقت الإحساس بالأمان، والاحترام، وحتى الحب.
لماذا لا تتكلم؟
لأنها لا تريد مشاكل يومية أو مواجهات مرهقة.
لأنها تخاف من كلام الناس، ونظرات المجتمع.
لأنها ما زالت تأمل أن يتغير من تحب.
لأنها أحيانًا تشعر أنها إن تكلمت، فلن تجد من يصدقها أو يحتضن وجعها.
وماذا عن الحل؟
السكوت ليس دائمًا حكمة، والصبر ليس دائمًا قوة.
حين تبدأ العلاقة في استنزافك اسألي نفسك بصدق:
هل ما زلت أعيش حقًا؟ أم أنني أختفي كل يوم أكثر؟
هل هو قابل للتغيير فعلًا؟ أم أنني أعيش وهمًا؟
هل لديّ سند إن قررت أن أتكلم أو أنسحب؟
الحب شيء عليم…
والصبر فضيلة…
لكن احترامك لنفسك يجب أن يبقى في المرتبة الأولى.
وجع صامت…
ط
في النهاية:
لا أحد يستحق أن تعيشي مكسورة من أجل استمراره.
اختاري نفسك عندما لا يختارك أحد.
وتذكري دائمًا: من يحبك حقًا، لا يُرهقك ولا يُطفئ نورك.