حينما يتحول الجاني إلى ضحيه

كتبت : دينا سيد نجم الدين

أخصائي إرشاد نفسي وأسري 

في العلاقات الإنسانية، لا سيما الزوجية، هناك أنماط خفية من السلوك قد تكون مدمرة بقدر لا يُستهان به، حتى وإن لم تأخذ شكل العنف الجسدي أو الصراخ العلني. أحد أخطر هذه الأنماط هو ما يُعرف مجازًا بـ”قلب الطاولة” — حين يرتكب أحد الطرفين خطأ فادحًا، ثم يُحمِّل شريكه تبعات هذا الخطأ، متحولًا من الجاني إلى الضحية، ومن المتسبب في الألم إلى من يدّعي أنه المتألم.

قد يحدث هذا بعد الخيانة، أو الكذب، أو الإهمال، أو حتى القسوة، حيث يتجنب الطرف المخطئ الاعتراف بمسؤوليته، ويُفضل بدلًا من ذلك أن يقلب الأمور رأسًا على عقب، فيتهم شريكه بالتقصير، ويُلقي عليه اللوم، في محاولة لتبرير خطأه والتملص من المحاسبة. والنتيجة؟ الطرف المجروح يبدأ في الشك بنفسه، ويشعر بتأنيب الضمير، وربما ينتهي به الأمر إلى تقديم اعتذار، رغم أنه هو من تعرّض للأذى.

أمثلة واقعية على “قلب الطاولة”

من يخون، بدلًا من الاعتذار، يقول: “كنت أشعر بالوحدة”، أو “أنت السبب، لقد أهملتني”.

من يكذب، يبرر كذبه بالخوف: “كنت اخشى على مشاعرك، لأنك عصبي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *