كتبت: دعاء سيد
مع بداية العشر الثانية من شهر رمضان، تبدأ أيام المغفرة وهي فرصة عظيمة للمؤمنين؛ ليزدادوا قربًا من اللِّه -سبحانه وتعالى- ويغسلوا ذنوبهم بتوبةٍ صادقة وأعمالٍ صالحة، والمغفرة في الإسلام تعني ستر الذنوب والعفو عنها، فلا يُحاسب اللُّه -تعالى- عبده عليها يوم القيامة، وقد دعا اللُّه -تعالى- عباده إلى الاستغفار ووعدهم بالمغفرة الواسعة، فقال -سبحانه وتعالى-:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (طه: 82)، فاللُّه -سبحانه وتعالى- يغفر لعباده متى أقبلوا عليه بتوبةٍ نصوح وعزمٍ على عدم العودة إلى الذنب.
مع دخول العشر المغفرة، تزداد فرص الاستجابة للدعاء فاللُّه -سبحانه وتعالى- وعد عباده بالمغفرة إذا استغفروه بإخلاص، فقال -تعالى-: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} (المؤمنون: 118)؛ ولذلك على المسلم أن يُكثر من الدعاء والابتهال لطلب العفو والمغفرة من اللِّه -عز وجل-، وتُمثل العشر الوسطى من رمضان فرصة عظيمة لمضاعفة الأجر، فالحسنات تتضاعف والأبواب تُفتح للتوبة، قال النبيُّ (ﷺ): “مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّمَ من ذَنبِه” (متفق عليه)؛ لذا ينبغي للمسلم أن يستغل هذه الأيام بكثرة الطاعات والعبادات، ومن أفضل الأعمال في العشر المغفرة كثرة الاستغفار، فقد قال رسول اللّٰه (ﷺ): “إن اللّٰه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل” (رواه مسلم)؛ ولذلك ينبغي أن يكون لسان المؤمن رطبًا بذكر اللِّه وطلب المغفرة طوال هذه الأيام المباركة.
كيف نستثمر العشر المغفرة؟
قال اللُّه -تعالى-: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} (آل عمران: 135)، فالتوبة باب مفتوح، واللُّه -تعالى- يغفر لمن أقبل عليه بندمٍ صادق، كما كان النبيُّ (ﷺ) يجتهد في العشر الأواسط، ويضاعف الاجتهاد في العشر الأواخر، فحريٌّ بالمسلم أن يُكثر من قيام الليل والتضرع بين يدي اللِّه، والصدقة من الأعمال التيّ تُكفّر الذنوب وتُضاعف الأجر، فقد قال النبيُّ (ﷺ): “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار” (رواه الترمذي).
العشر المغفرة في رمضان هبة من اللِّه لعباده ليعودوا إليه بقلوبٍ صافية وأرواحٍ تائبة، فهي أيام تطهير النفوس من الذنوب واستبدالها بالحسنات، فعلى المسلم أن يستغلها بالصلاة والذكر والصدقة والاستغفار والدعاء، عسى أن يكون من الذين ينالون مغفرة اللّٰه ورضوانه في هذا الشهر المبارك.