لا أعرِف كيف أُحرِكه فهو بارِد مُختال، ينظُر مِن أعلى فلِأسفل ككُراتِ الثلجِ بِلا كلام

بقلم: الدكتورة نادية حلمى

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

تبارينا بِلا قلمٍ فِى لُعبةِ ذكاء، فمن يقدِر على كبحِ عواطِفِهِ فِى نِسيان؟ هذا الجراح والمشرط كانُوا أقوى فِى بترِ الألمِ بِلا إعياء… وهذا الوجه كان يُخفِى جِمُوداً يُربِكُنِى كأنُه لُوحة فِى زُجاج، وصرامة شخصُه تُؤدِبُنِى كطِفلة صغِيرة يُخضِعُها لِأمرُه فِى عِناد، لكِن أعلنتُ إستسلامِى لما قابلتُه فِى الحال.

ومضيتُ إليهُ فِى صمتٍ يُشبِه أحلام، ونسِيتُ كُلَ بِطُولاتِى كأنِى رِيشة فِى سحاب، كم أهوى هِدُوئِه أمام مِنِى ولوحُ الثلج فِى شخصهِ بِلا حِراك، وأنا أمامُه أفقد نُطقِى وأنسى كُل الأسباب… هل هُو بارِد بِطبيعتُه أم يلبِس وجه فنان؟ تراه كان يتصنع جِمُودِه أمام مِنِى حتى أخِرُ فِى هِزال.

فمن يقوى على منعِ مشاعِرهِ تتدفق سِوى جراحٍ بارِع يُزِيلُ الجرح بِلا قلبٍ فِى ثوان، قد كان بِرُودِهِ يُزعِجُنِى حد الإنهاك، فبعُدتُ لِيوم، لكِنِى عُدتُ لِنفسِ النُقطة فِى ثوان… لا أعرِف كيف أُحرِكه فهو بارِد مُختال، ينظُر مِن أعلى فلِأسفل ككُراتِ الثلجِ بِلا كلام، وأقِفُ أمامُه وأنا أغلِى فِى إشعال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *