بقلم: احمد بدوي
تعتبر الأم مصدر الحب الأول والمصدر الأوحد الذي لا ينضب من العطاء الذي ليس له مثيل في الوجود ،فهي الحاضنة التي تذوب في أحضانها كل هموم الدنيا، تمنح الأمان والسعادة دون أن تطلب جزاءً أو شكورًا. منذ لحظة الحمل وحتى مراحل الحياة اللاحقة، تظل الأم هي الركيزة الأساسية التي يتحقق بها استقرار الإنسان النفسي والعاطفي. هي التي تقدم الحنان والراحة على مدار سنوات العمر، وتظل تدافع عن أولادها، مهما طال الزمن ومرت السنون.
الأم بمشاعرها الصادقة وتضحياتها المستمرة تعتبر مصدرا لا ينضب من الدفء. في أحضانها، يتساقط الألم وتزهر الحياة من جديد، فوجودها يشع بالأمل حتى في أصعب اللحظات. لا يتعلق الأمر فقط برعاية الطفل في مراحل طفولته المبكرة، بل يستمر العطاء طوال حياته، مهما كبر أو تقدم في العمر. في كل مرحلة، تكون الأم هي الشخص الذي يظل يسانده ويشجعه ويدعمه، لتظل تلك العلاقة المقدسة أسمى وأعظم من أي علاقة أخرى.
علاقة الأم بطفلها لا تكون فقط علاقة جسدية، بل هي علاقة روحانية تتجاوز حدود الزمان والمكان، فالأم تعلم أطفالها كيف يواجهون الحياة بتحدياتها، وكيف يصنعون المستقبل رغم الصعاب، وكيف يتحملون المسؤولية حتى عندما يبلغ أبناؤها سن الرشد، تظل الأم في قلبهم، تقدم النصائح، وتقدم لهم الإرشاد كأنها لم تفارقهم بعد. فهي تسكن في قلوبهم مهما ابتعدوا عن عيونها لكن الابناء باقون في قلبها ووجدانها.
الام تخاف على صغيرها وان بلغ عدد السنين والأعوام
حتى مع تقدم الزمن، تبقى الأم هي الساهرة على راحة أولادها، لا تتوانى عن تقديم النصح والمساعدة لهم. قد يظن البعض أن الأم قد “تتخلى” عن هذا الدور بعد أن يكبر الأبناء ويصبحون قادرين على العيش بمفردهم، ولكن الحقيقة أن قلب الأم لا يتوقف عن القلق على أولادها مهما تقدمت بهم الاعوام.
وفي كثير من الأحيان، تكون الأم أكثر حرصًا على صحة أولادها وسلامتهم كلما كبروا. فقد لا تشعر الأم بالراحة إلا حينما تتابع أحوال أولادها، تطمئن عليهم حتى في أبسط التفاصيل. ولهذا السبب، نلاحظ في العديد من الحالات أن الأم تظل تقدم النصائح، تذكرهم بالتفاصيل الصغيرة التي قد يغفلون عنها، كأن تذكّرهم بالراحة أو تناول الطعام الصحي أو أخذ قسط من النوم. هذا الحب المتاصل داخل قلب الأم لا يتوقف ولا يقل، بل يزيد ويكبر مع تقدم الأيام.
يبقي دعاء الأم حرز للإنسان
ليس هناك ما يعادل دعاء الأم لولدها. فدعاء الأم يحمل في طياته بركة عظيمة، لأنه صادر من قلب طاهر مليء بالحب والرغبة في الخير لأبنائها. وإن كان دعاء الأم يعد من أسمى الأشياء التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان في حياته، فإنه يعد بمثابة حرز حقيقي يحفظه من الشرور ويمنحه النجاح والبركة في الدنيا والآخرة.
عندما تدعو الأم لابنها، فإن دعاءها يكون مصحوبا بجميع مشاعرها وإرادتها في أن يحقق أبناؤها كل ما يتمناه قلبهم، وأن يكونوا في أحسن حال. لهذا، يجب على الأبناء تقدير تلك الدعوات، فكم من مرة نجحت دعوات الأمهات في تحويل الأقدار، وكم من مرة كان دعاء الأم سببًا في درء الشرور عن حياتهم.
الأم تظل دائمًا أكبر دعم يمكن للإنسان أن يحصل عليه في حياته. هي الحصن المنيع الذي يقيه من تقلبات الزمن، والدعاء الذي يشمله ببركة لا حصر لها. وعلى الرغم من كل ما تقدمه الأم من حب وتضحية، تظل تلك التضحية لا تقدر بثمن، فهي هدية عظيمة من الله للإنسان، ولذلك يجب أن يكون شكرنا لها دائمًا، وألا ننسى فضلها، وأن نبقى معها حتى آخر لحظة في حياتها.