ترامب يقدر السيسي: علاقة استراتيجية تحترم القيادة المصرية وتدعم الاستقرار الإقليمى

كتبت : هايدى فلفل

شهدنا في الآونة الأخيرة،  العديد من التحركات السياسية التي أظهرت مدى تأثير العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل على الساحة الفلسطينية والعربية. ولكن، في هذا السياق، يبدو أن الرئيس الأمريكي الحالى دونالد ترامب كان يركز في تحركاته على “اللعب” مع إسرائيل بشكل خاص، وليس على فلسطين أو قطاع غزة بشكل مباشر.

منذ توليه منصب الرئاسة فى السابق ، كان ترامب معروفا بتوجهاته المساندة لإسرائيل، وقراراته التي لم تخل من إثارة الجدل مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. هذا التحرك وغيره من القرارات كان يعكس ارتباطه الوثيق بالحكومة الإسرائيلية أكثر من أي اهتمام حقيقي بمعالجة القضية الفلسطينية. بل على العكس، لم تكن مبادراته تتسم بمحاولة دعم حقوق الفلسطينيين، بل كانت تركز على تعزيز مصالح إسرائيل في المنطقة.

ولكن، في الوقت نفسه، يجب النظر إلى العلاقة القوية التي تجمع بين ترامب ونظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ترامب كان يعرف السيسي عن قرب، وتربطهما علاقة تعاون استراتيجي قوية على مستوى عدة ملفات، ليس أقلها الحفاظ على الاستقرار في مصر والمنطقة ككل. هذه العلاقة الشخصية بين ترامب والسيسي قد تكون أحد العوامل التي تجعل ترامب لا يتخذ مواقف قاسية ضد مصر أو حتى ضد الفلسطينيين في غزة. ترامب يعلم جيدًا أن السيسي يعتبر من الشخصيات المؤثرة في المنطقة، ولذا لا يمكنه التصرف بشكل يتجاوز الخطوط الحمراء التي قد تضر بمصالح مصر أو تضعف العلاقة بين البلدين.

من هذا المنطلق، فإن ترامب على الرغم من دعمه اللامحدود لإسرائيل، إلا أنه كان حريصًا على ألا يذهب بعيدًا في اتخاذ خطوات قد تضر بمصالح حليفه المصري. في النهاية، ترامب كان يفضل تحقيق مصالح إسرائيل، لكن ضمن سياق معين يحترم فيه التوازنات الإقليمية، والتي تشمل الحفاظ على الاستقرار في مصر وتجنب تعقيد الأمور مع السلطة الفلسطينية أو غزة بشكل كبير.

ومع ذلك، من المهم أن نفهم أن تحركات ترامب كانت غالبا ما تهدف إلى تحقيق مصالح إسرائيل دون التركيز على دعم الفلسطينيين أو النظر في معاناتهم. فهو كان يعمل على تعزيز العلاقات مع إسرائيل أكثر من تقديم حلول أو مسارات حقيقية للسلام. وفي النهاية، هذه السياسات قد تكون قد تسببت في مزيد من التأزم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بينما كانت تهدف إلى إبقاء الأمور في إطار السيطرة الإسرائيلية من جهة، وحماية مصالح بعض الأنظمة العربية من جهة أخرى.

لذلك، في حين أن ترامب لم يكن ليدفع بمسألة تهجير الفلسطينيين بعيد ا كما يظن البعض، إلا أن تحركاته السياسية كانت غالبا ما تصب في مصلحة إسرائيل، بينما تجنب التصعيد مع الأنظمة العربية التي كان يعلم أنه لا يمكن تجاوزه في العلاقات الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *