بقلم: الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
ولما إلتقيتُه ما عُدتُ أشعُر بِأى شئ، غضضتُ بصرِى بعِيد عنه، كم كُنتُ أخشى أن يلتقِينِى فِى عِيُونِه يُغشى علىّ، إرتعش جسدِى مُفرِطاً مِن دُونِ حد… ولما إنصرفت قد تغير داخِلِى كُلُ شئ، تنبهتُ أنِى فقدتُ إنتِباهِى مِن دُونِ يقظ، قد كُنتُ أنظُر إلى أى صُورة له، فيسيلُ دمعِى غامِراً على كُلِ خد.
قد عجز فِكرِى عنِ الشِرُود بعِيد عنه، قد هز عقلِى مِن غيرِ جُهد، ومال قلبِى ذائِباً فِى كُلِ جُزء، قد كُنتُ أحلُم بِإتِصال ولو ثوان يُهاتِفُنِى بِه، لم أستطع كبح شِعُورِى فِى كُلِ ليل… قد كان حُلماً صعب المنال كأنُه نسىّ، وظننتُ أنُه لن يجِئ فِى أى وقت، ظننتُ أنِى قد جمُدتُ فِى المشاعِر كصقِيعِ برد.
وفِى ذات يومٍ على عُجالة لما ردّ، سقطتُ كُلِى بِلا مُقاومة أو أىُ عقل، إندفع قلمِى لِوصفِ حُلمِى لِحديثِ له، قد كُنتُ أهزِى أمام مِنه بِأى شئ… وشعُرتُ أنِى أطِيرُ نحوُه فوق السحاب لِكلِمة مِنه، ولِكم صعُقتُ لِما بدّ لِى كأنُه عصف، قد ملك ذاتِى كأنُه خطف، فأيقنتُ أنِى أذُوبُ فِيه مِن غيرِ قصد.