التنازلات في الحياه الزوجية وأثرها السلبي

كتبت : دينا سيد نجم الدين

تنازل اي طرفه عن حقوقه في أي علاقة قد يكون السبب الحقيقي في فشلها، على عكس ما قد تظن، كثيرون منا مرّوا بمواقف قصر فيها بحقهم، ورضوا بأقل مما يستحقون، معتقدين أن ذلك يحافظ على العلاقة. لكن الحقيقة أن هذا التنازل، وإن كان بنيّة حسنة، يحمل جزءًا من مسؤولية فشل العلاقة.

عندما نسأل عن أسباب الإخفاقات العاطفية التي تواجهنا في حياتنا، نجد أن السبب الرئيسي هو قبولنا بالقليل جدًا، مع تقديم الكثير دون تفكير في المقابل. هذا التوازن المختل لا يؤدي إلا إلى إفساد العلاقات.

أرى يوميًا أمثلة لأشخاص بالغوا في التضحية والتنازل عن حقوقهم، وسامحوا أكثر مما ينبغي. ومع ذلك، انتهت علاقاتهم العاطفية والإنسانية بالفشل المؤلم والصعب.

لا أعتقد أن هذه مجرد صدفة..إن الدفاع عن حقوقك في أي علاقة والتمسك بما تستحق ليس أنانية، بل هو وسيلة لحماية العلاقة نفسها. إدراكك لقيمتك وتمسكك بما يليق بك يُبقي الأمل في استمرار العلاقة.

أغلب البشر، عندما يتنازل لهم الآخرون كثيرًا، يتمادون في طلب المزيد. وإن كانوا يقصرون في البداية، فإنهم قد يصلون إلى إهمالك تمامًا مع مرور الوقت، بل قد يلومونك على وجعك رغم أنهم السبب فيه.

لذا، عليك أن تفهم أن أهميتك تبدأ من تقديرك لنفسك. لا تسمح لأي شخص، مهما كانت مكانته في حياتك، أن يجعلك تتنازل عن حقوقك. لأن التنازل المفرط لا يقابله إلا الاستغلال. تذكر دائمًا أن الله خلق وجهك فوق جسمك ليظل مرفوعا، لا لتجعله مداسًا.

احترم نفسك، ولا تتردد في قول “لا” حين يتطلب الأمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *