الفرق بين الشخصية الحدية والنرجسية وعلاقة الحب النارية؟!

كتبت: دينا سيد نجم الدين

التقاء الشخصية الحدية والنرجسية يؤدي إلى صراعات ومعارك ولكن في الوقت ذاته، فتلك الشخصيتان ينجذبان لبعضهم بشكل جنوني ويصعب على أحدهم التخلي عن الآخر. و كلاهما سيعاني عند الانفصال.

العلاقة العاطفية بين الحدية والنرجسي:

الشخصية الحدية شخصية تبحث عن مشاعر الحب والاهتمام والأمان، والشخصية النرجسية يبحث عن أشخاص مميزون يستمد منهم تقديره وثقته بنفسه من خلال سيطرته عليهم، ولذلك الحدية فريسة سهلة لدى النرجسي لأنه في بداية علاقته يعطي في المرحلة الأولى اهتمام وحب كبير مزيف فيسبب للضحيه إدمانه، فتسقط الحدية في مرض العشق للنرجسي.

سيستغل النرجسي شريكه الحدي ويسيطر عليه ويتحكم فيه ويأخذ منه جميع المشاعر والاهتمام لتغذية الأنا لديه، ثم ينقله للمرحلة الثانية ” التقليل والتجاهل” فيهمل الضحية ويبخل عليه بمشاعره.

والحدي يكره أن تتم السيطرة عليه وسيكتشف استغلال النرجسي له في المرحلة الثانية، ولكنه سيصبر عليه خوفا من أن يتم هجره.

عادةً الشخص النرجسي يزعز ثقة الشخص العادي بنفسه فما بالك بشخص منعدم الثقة بنفسه مثل الحدي ما الذي سيحصل له بين يدي النرجسي!!؟

وبعد مرور فترة من الزمن لن يستطيع الحدي السكوت وسيبدأ بالصراخ الشديد وتوجيه الإهانات والشتائم اللاذعة للنرجسي وهذه هي نوبات غضب الشخص الحدي، وقتها سيقلب النرجسي الطاولة على الحدي ويلقى عليه باللوم ويهدده بالرحيل.

الحدي سيصدق النرجسي في اتهاماته له وتشكيكه في ذاته وسيبدأ بالاقتناع بأنه هو السبب بما حدث ولذا سيذهب ليعتذر من النرجسي حتى يحافظ على بقاءه معه حتى لو بغض سلوكه معه.

وستستمر دائرة العلاقة بنفس النمط حتى تنتقل للمرحلة الثالثة… ( مرحلة التدني وكسر الضحية)

فبعض الحديين يفضل البقاء مع النرجسي وتستمر الحياة بينهما في صراعات وأزمات نفسية وصحية.
وبعضهم يرحل ولكن كيف !! ومتى يرحل!!؟

حينما يقوم النرجسي بامتصاص كل طاقة الحدي وقتها سيرحل الحدي بدون عودة وسيجن جنون النرجسي سيذهب إليه ليطلب منه العودة مراراً وتكراراً لأن النرجسي لن يستوعب أن الحدي تخلى عنه.

ستنتهي القصة بعد أن قام الحدي بأذية نفسه وازدياد اكتئابه،  واحيانا الانتحار او الموت بجرعة مخدرات أو قد ينتهي به المطاف في المصحة العقلية، كلها أمثلة واردة الحدوث جداً، بسبب المراحل التي مر بها مع النرجسي من تضليل عقلي وخداع وكذب وزعزعة ثقته بنفسه واهماله والتقليل منه.

أما النرجسي فلن يستطيع نسيان الحدي بسهولة وسوف يبحث عن شخص أخر يشبه الحدي تماما
(لأنها ستكون اكثر شخصية تتوافق معه).

فالعلاقة علاقة سامة جداً ومؤذية جداً (للحدي بالطبع )، ولكن لا يستطيع أن يتخلى أحدهما عن الآخر.
ونستخلص من هذه العلاقة إن الشخصيتين مرضي نفسيين فعلا، ولكن الشخصية الحدية يمكن علاجها أما الشخصية النرجسية فلا علاج لها لانها أصلاً غير معترفة بمرضها والذي هو أول خطوات العلاج النفسي الاعتراف بوجود مشكله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *