بقلم : دينا سيد نجم الدين
أخصائي إرشاد أسري ونفسي
في عالم يسوده التوتر والضغوط اليومية، غالبًا ما نهمل العلاقة الأهم في حياتنا: العلاقة مع أنفسنا. نجد أن التصالح مع النفس ليس رفاهية، بل هو ضرورة لتحقيق التوازن والسعادة الحقيقية. عندما نتعلم قبول أنفسنا كما نحن، بعيوبنا ومميزاتنا، نصبح أكثر قدرة على مواجهة الحياة بشجاعة وطمأنينة.
ماذا يعني التصالح النفسي( الذات)؟
التصالح مع النفس أن تقبل ذاتك كما هي دون لوم مفرط أو محاسبة قاسية. إنه القدرة على النظر إلى أخطائك بنظرة متفهمة، والعمل على تحسينها دون الشعور بالذنب الدائم، أن تتقبل ماضيك بكل ما فيه من نجاحات وإخفاقات، وتدرك أن هذه التجارب هي ما شكلت شخصيتك اليوم.
ومن هنا يتم تحقيق السلام الداخلي: عندما تتوقف عن محاربة ذاتك، تبدأ بالشعور بالسلام الداخلي الذي ينعكس إيجابيًا على جميع جوانب حياتك، وتعزيز الثقة بالنفس وهو القبول الذاتي الذي يمنحك شعورًا بالقوة ويجعلك قادرًا على مواجهة التحديات بثبات، وإنشاء علاقات أفضل فعندما تتصالح مع نفسك، تصبح أكثر تسامحًا ومرونة مع الآخرين، مما يحسن علاقاتك الاجتماعية.
ويحدث تحقيق التوازن فالتصالح مع الذات يساعدك على التعامل مع ضغوط الحياة بشكل أفضل، ويجنبك الاستنزاف النفسي.
ومن هنا نتحدث عن خطوات تحقيق التصالح مع النفس وهي كالتالي :
١. الاعتراف بالنقاط السلبية والإيجابية فكل إنسان لديه نقاط قوة وضعف. بدلاً من إنكار العيوب أو المبالغة في جلد الذات، حاول أن تكون صادقًا مع نفسك، اعترف بما تحتاج إلى تحسينه، واحتفل بإنجازاتك.
٢. التخلص من المثالية
الكمال غير موجود، والسعي وراء المثالية يمكن أن يكون مدمرًا،تقبل الفشل جزء طبيعي من الحياة، وأن الأخطاء هي فرص للتعلم والنمو.
٣. الغفران الذاتي لا تحمل أعباء الماضي معك إلى الحاضر. سامح نفسك على أخطائك السابقة، وتذكر أنك إنسان في رحلة تعلم مستمرة.
٤. التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين فكل شخص لديه رحلته الخاصة،ومقارنة نفسك بالآخرين تقودك إلى الشعور بالإحباط، بل ركز على تحسين ذاتك بدلًا من مقارنة إنجازاتك بإنجازاتهم.
٦. الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية فالتصالح مع النفس يبدأ بالاعتناء بجسدك وعقلك. خصص وقتًا للراحة، ومارس التأمل أو الرياضة، وتناول طعامًا صحيًا،عندما تهتم بصحتك، تشعر بالرضا عن نفسك.
٦. التعبير عن المشاعر بصدق
الكبت العاطفي يؤدي إلى تراكم المشكلات الداخلية. عبّر عن مشاعرك بصدق، سواء بالحديث مع شخص مقرب أو من خلال الكتابة.
٧. تبني عقلية الامتنان والتركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك يجعلك أكثر رضا. دوّن يوميًا ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لها، مهما كانت بسيطة.
ومن ثم فإن التصالح مع النفس وعلاقته بالسعادة فالسعادة الحقيقية لا تأتي من الإنجازات المادية أو رضا الآخرين عنك، بل تأتي من داخلك. عندما تتصالح مع نفسك، تشعر بالرضا عن حياتك، وتتمكن من الاستمتاع بكل لحظة دون أن تحمل أعباء الماضي أو قلق المستقبل.
الخلاصة
التصالح مع النفس هو رحلة مستمرة تتطلب وعيًا وجهدًا. لا تتوقع أن تصل إلى السلام الداخلي بين ليلة وضحاها، ولكن مع الممارسة والتقبل، ستجد نفسك أقرب إلى الشعور بالسعادة والرضا. تذكر أن نفسك هي أول شريك في حياتك، وأن التصالح معها هو أساس بناء حياة مليئة بالراحة والاطمئنان.
جزاك الله خيرا كلام مفيد جدا
جزاك الله خيرا كلام مفيد جدا
ياريت حضرتك تفيدينا بالحديث عن موضوعات تخص العلاقات الزوجيه لإفادة الأزواج لإن الناس محتاجه تتعلم وتعرف كيفية تفهم الأزواج لبعض