أصول النصيحه

بقلم: الدكتور محمد حسين حسن

استاذ الشريعة والقانون جامعة الأزهر 

لا تنصح على شرط القبول، أي لا تمَنَّى نفسك أنك إذا نصحت فإن المنصوح سيقبل النصيحه، مثل الشفاعة فكما أن المشفوع عنده قد لا يقبل شفاعتك، فإن النصيحه قد لا تُقبل. كما أن الناصح قد يكون مخطئًا في نصحه.
و من أصول النصيحه أن تنصح سرًا لا جهرًا، فإن النصيحه على الملأ فضيحه. وأن يكون نصحك تعريضًا لا تصريحًا، أي بالإشارة لا بالعبارة، إلا إذا كان المنصوح لا يفهم التعريض، فلابد حينئذٍ من التصريح بها. وأن يكون النصح بلين الكلام، لأن خشن الكلام في النصيحه يؤدي إلى التنفير.

قال تعالى: (فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُنفِروا). والنصيحه قد تكون فرضًا حين يكون النصح لمصلحة شرعية، من تذكير الخلق بالحق. وقد تكون تنبيهًا وتذكيرًا. وقد تقتضي النصيحه التكرار إذا كان ذلك لتثبيت المنصوح على الحق، سواء رضي المنصوح أو سخط، متحملاً الأذى في قول الحق، قاصدًا رضى مولاك. وينبغي أن لا يكون الناصح نمامًا، والفرق بين النصح والنميمه أن النصح هو تنبيه للمنصوح من كيد ظالم يكيد له ليضره.كما ورد في القرآن الكريم ناصح سيدنا موسى عليه السلام، قال تعالى: (إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين). أما النميمه فهي تبليغ لما سمع مما لا ضرر فيه على المبلغ له. وهذا مما يصعب على الكثير من الناس، إلا على ذوي العقول. وبالله التوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *