كتبت: دعاء سيد
منذ شبابه في مكة، عُرف النبيُّ (ﷺ) بلقب “الصادق الأمين”، وهو لقب لم يُطلق عبثًا؛ بل استحقه عن جدارة بسبب أخلاقه العظيمة وسيرته النقية التيّ شهد بها القريب والبعيد، وقد كان أهل مكة يثقون به في أموالهم وأماناتهم، ويُدركون نزاهته وصدقه في القول والعمل.
الصدق هو أعظم صفات النبيّ(ﷺ)، إذ كان صادقًا في أقواله وأفعاله قبل البعثة وبعدها، وقد وصفه القرآن الكريم بأنّه على خلق عظيم:
قال اللُّه -تعالى-:{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)، فالصدق في القول والعمل هو أساس بناء الثقة بين الناس، وقد كان النبيُّ (ﷺ) نموذجًا يُحتذى به في هذا الجانب، مما جعله محبوبًا بين قومه حتى قبل أن يُبعث نبيًا.
الأمانة هي صفة ملازمة للنبيِّ (ﷺ)، حتى إن أهل مكة كانوا يضعون أماناتهم لديه، وهم على يقين أنّها في أيدٍ أمينة، وقد جاءت الأمانة كجزءٍ أساسي من رسالة الإسلام، إذ قال النبيُّ (ﷺ):”آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان” (رواه البخاري ومسلم)، وهذا يُبرز أهمية الأمانة في حياة المسلم، ويجعل من النبيِّ (ﷺ) قدوة يُحتذى بها.
من أبرز المواقف التيّ تُظهر صدق النبيَّ (ﷺ) وأمانته أنّه عند هجرته من مكة إلى المدينة، أمر علي بن أبي طالب -رضى اللُّه عنه- بالبقاء في مكة؛ لإعادة الأمانات إلى أهلها رغم أنهم كانوا أعداءه في تلك اللحظة، وهذا يُظهر عظمة أخلاقه وسلوكه النبيل.
الصدق من صفات الأنبياء والصالحين، وهو أساس النجاح في الدنيا والآخرة، وعلى المسلم أن يكون أمينًا في أفعاله وأقواله، سواء في المعاملات المادية أو الأخلاقية، فالثقة لا تُبنى بالكلمات؛ بل بالأفعال وقد كان النبيُّ (ﷺ) نموذجًا حيًا لذلك، فقد كان رمزًا للأخلاق السامية قبل بعثته، مما جعله أهلًا لحمل رسالة الإسلام ونشرها بين الناس، وإن تمسك المسلم بهذه الصفات في حياته اليومية، فإنّه يُحقق قيم الإسلام ويُسهم في بناء مجتمع متماسك قائم على الصدق والأمانة.