كتبت: دعاء سيد
التسبيح هو إحدى العبادات العظيمة التيّ حث عليها الإسلام، فهو ذكر خفيف على اللسان؛ لكنه عظيم في الأجر والجزاء عند الله، ومن أجمل الأحاديث التيّ توضح فضل التسبيح، قوله (ﷺ): “كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم” (رواه البخاري ومسلم)، هذه الكلمات البسيطة تعد سببًا في رفع درجات العبد في الجنة وزيادة حسناته.
ذكر اللُّه -تعالى- التسبيح في العديد من الآيات القرآنية، مما يدل على أهميته وفضله، يقول اللُّه -عز وجل-:﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (الروم: 17-18)، تُظهر هذه الآية أنّ التسبيح من الأمور التيّ ينبغي أن يلتزم بها المسلم صباحًا ومساءً، تعبيرًا عن شكر اللِّه -تعالى- على نعمه الكثيرة، ويقول اللُّه -تعالى-:
﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ﴾ (آل عمران: 191)، التسبيح أحد أشكال الذكر التيّ يمكن أن يقوم بها المسلم في أيّ وقت وفي أيّ حال، مما يجعله عبادة سهلة ومتاحة للجميع.
النبيُّ (ﷺ) أكد مرارًا وتكرارًا على فضل التسبيح وعظيم أثره في حياة المسلم، حيث قال (ﷺ): “من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” (رواه البخاري ومسلم)، وقال (ﷺ): “لأن أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس” (رواه مسلم)، هذه الأحاديث تدل على أن التسبيح سبب في مغفرة الذنوب وزيادة الحسنات، وهو أحب الأعمال إلى اللِّه -سبحانه وتعالى-.
التسبيح يمحو الذنوب ويزيد الحسنات، ويُدخل السكينة إلى القلب، كما قال تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد: 28)، ويجعل المسلم قريبًا من اللِّه -تعالى- ويشعر بعظمته وقدرته، كما أنّه من أسباب الرفعة في الآخرة، كما قال (ﷺ): “الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن – أو تملأ – ما بين السماء والأرض” (رواه مسلم).
التسبيح عبادة يسيرة لكنها عظيمة الأجر، وهي مفتاح للقرب من اللِّه -عز وجل- وزيادة الحسنات، فلنحرص على أن نجعل هذه الكلمات الطيبة على ألسنتنا دائمًا: “سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”، ولنكن من الذاكرين اللّٰه كثيرًا حتى ننال رضاه وجنته.