بقلم : هند الهواري
جف مداد الكلمات و تعثرت الأقلام وتحولت الأنظار عن منطقتنا المبتلاه وما حدث ويحدث فيها وانتقلت جميعها صوب من بيدها أوراق اللعبة السياسية و التى أوشكت على إستقبال رئيسها الجديد المنتخب دونالد ترامب .. عن بلاد العم سام نتحدث اليوم.
دونالد ترامب هو أحد أهم وأكبر رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية ملياردير يمتلك شركة خطوط طيران وفريق لكرة القدم وكتب وإعلانات و عطور و كازينوهات و بطل دعايات وإعلانات خمور و بيتزا وإستطاع أن يتحول من مجرد كومبارس في أفلام هوليود السينمائية إلى رئيس الدولة العظمي الأولي في العالم حيث دلف للمرة الثانية إلي البيت الأبيض وأستقر علي مكتبه البيضاوي.
ترامب الذي دخل عالم السياسة من بوابة الإقتصاد الحر و الأعمال حين سُئل في لقاء تلفزيوني سابق عما سيفعله إذا خسر أمواله ؟ رد قائلاً سأخوض الإنتخابات الرئاسية الامريكية،
وها هو اليوم يؤكد صحة مقولته و نراه رئيسٱ للولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية.
ولقد تزامن وصول ترامب الوشيك إلى البيت الأبيض مع قلق من قادة الاقتصاد العالمي ومخاوف عدة في أوربا من عودته إلي السلطة ..شملت تلك المخاوف إمكانية وقدرة ترامب علي قلب النظام المالي العالمي عبر زيادة الرسوم الجمركية وإصدار ديون ، فهل سيفعلها حقا !
و هل سيفي بوعوده التى قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية عن إسترجاع العصر الذهبي لأمريكا و إنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا بين ليلة وضحاها وعن إحلال السلام في منطقتنا المبتلاه في غضون الشهرين المقبلين ؟
هل سنشاهد حقاً وقفاً للحروب وحقناً للدماء كما تعهد أمام جموع العالم أم سنبقى في ذات الدائرة المغلقة نلهث خلف السراب ونعتبر تصريحاته مجرد صفقات برع في إبرامها هذا الرئيس المنتخب العائد إلي البيت الأبيض بشهوة الإنتصار .
يتساءل البعض لماذا نقبل و نضع مستقبل العالم بأكمله بيد رئيس دولة نعلم جيداً أن سياستها على مر العصور لم ولن تتغير وإن تغيرت الوجوه وان سياسات وأفكار الحزب الحاكم هي التي توجه دفة العمل وتحدد مصائر دول وشعوب وما الرئيس إلا واجهة لتلك السياسات وآلية لإعمال هذه الأفكار .. ومع ذلك يتوقع الخبراء والمحللون السياسيون أن فترة حكم ترامب الثانية سوف تعكس مركزية أكثر وممارسة حقيقية للسلطة .. هذا ما يتوقعه الكثيرون وينتظره ، وإنا لمنتظرون .