كتبت: دعاء سيد
إنّ السكينة في الصلاة هي الغاية التيّ يسعى لها كل مسلم؛ فهي لحظات من الاتصال الروحي باللِّه -عز وجل-، ومصدرٌ للتأمل والراحة، حينما نشعر بالسكينة يصبح القلب مطمئنًا والنفس مستقرة، وتتحوّل الصلاة من أداء واجب إلى تجربة روحانية رائعة.
الخشوع هو حالة من السكون والاطمئنان، تُعبّر عن تعلّق القلب باللِّه وحده، قال اللُّه -تعالى-: {قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون} (المؤمنون: 1-2)، مما يدل على أنّ الخشوع هو أحد أعظم أسباب الفلاح، وبه تتحقق السكينة للمؤمن في صلاته.
السكينة في الصلاة تأتي حين يترك المصلي هموم الدنيا خلفه، قبل أن تبدأ الصلاة، اجلس قليلًا وتأمل في عظمة اللِّه -سبحانه وتعالى- وتذكّر أن الصلاة هي لقاء خاص بينك وبين اللِّه -تعالى- لا تشغل نفسك بما يُلهيك عن هذه اللحظات المقدسة؛ بل اترك كل ما يعكّر صفو ذهنك خارج أعتاب الصلاة.
السكينة تتجلى حينما نتدبر آيات اللّٰه ونفهم معانيها، إذ تصبح كل آية خطوة نحو الفهم الروحي والطمأنينة، استحضر معاني الآيات التيّ تتلوها وتأمل في عظمتها، إنّ تدبر كلمات القرآن يجعل الصلاة أعمق وأكثر سكونًا، ويخلق اتصالًا حقيقيًا بين العبد وربه.
استحضار النية للِّه -عز وجل- يعمّق الإحساس بالسكينة في الصلاة، فهي ليست مجرد حركات؛ بل هي اتصالٌ بين الإنسان وخالقه، استشعر أنّك تقف أمام اللِّه وتحدثه من قلبك، وكن حاضرًا بعقلك وروحك في كلِّ حركة وسجدة.
السجود هو أقرب ما يكون العبد فيه من اللِّه -تعالى-، كما ورد في الحديث النبوي الشريف قال النبيُّ (ﷺ): “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء”؛ لذا اجعل هذا الوقت للدعاء وطلب السكينة، اطلب من اللِّه أن يملأ قلبك بالطمأنينة، وأن يعينك على الخشوع، إن الدعاء في الصلاة يقوي الصلة باللِّه -عز وجل- ويمنح القلب شعورًا بالراحة.
المواظبة على الصلاة تجعل القلب ينشغل بها، ويبدأ العقل يتعوّد على التركيز والتأمل، ومع مرور الوقت يتحول الخشوع إلى عادة، والسكينة تصبح جزءًا من كلِّ صلاة، فالسكينة في الصلاة ليست مجرد حالة نصل إليها بالصدفة؛ بل هي ثمرة من ثمار الخشوع وتدبّر كلمات اللّٰه -تعالى-، إنّ السعي لتحقيقها يعني أن تكون صلاتنا ذات معنى وتجربة تترك أثرها في حياتنا اليومية، لنبدأ من اليوم بالتركيز على هذه الأمور؛ ليكن الخشوع في الصلاة طريقنا للسكينة الحقيقية.