“وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ”: جوهر التوكل والاستعانة بالله في الحياة

كتبت: دعاء سيد

الإنسان بطبيعته ضعيف ومحتاج، سواء في أمور دنياه أو آخرته، وفي سورة الفاتحة نجد التعبير الواضح عن هذه الحاجة في قول اللِّه -تعالى-: ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾، هذه العبارة هي إعلان بأنّ الإنسان لا يستطيع الاعتماد إلا على اللِّه في العبادة وكل ما يرتبط بشؤون الحياة.

﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ تعني أننا لا نطلب العون إلا من اللِّه -عز وجل-، ولا نعتمد في قضاء حوائجنا إلا عليه، تأتي هذه الآية بعد ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾، مما يؤكد على أنّ العبودية لا تكون كاملة إلا بالتوكل الكامل على اللِّه -تعالى-، فاللّٰه هو المصدر الأول والأخير لكلِّ خير، والاستعانة به تعني الثقة في قدرته المطلقة.

التوكل هو الاعتماد الكامل على اللِّه في كلِّ الأمور، مع الأخذ بالأسباب، أما الاستعانة فهي طلب العون من اللِّه في تحقيق هذه الأسباب، والاستعانة تأتي في كلِّ خطوة، سواء في الطاعة أو الأعمال أو مواجهة المشاكل، والمؤمن لا يستغني عن اللِّه في أيّ جانب من جوانب حياته، سواء كان في وقت اليسر أو العسر، والاستعانة باللِّه تشمل كلّ شيء: السعي وراء الرزق والنجاح في الدراسة، أو التغلب على التحديات.

طلب العون من اللِّه يجعل الإنسان يشعر بالراحة والاطمئنان؛ لأنّه يعلم أنّ اللَّه إلى جانبه، فمن يستعين باللِّه ويسعى بجدٍ وإخلاص، يجد النجاح في الدنيا والآخرة، فاللّٰه يعين من يستعين به بصدق، الاستعانة باللِّه تجعل الإنسان أقل قلقًا بشأن المستقبل؛ لأنّه يعلم أنّ اللَّه -تعالى- قدّر كلّ شيء وسيعينه على تجاوز الصعاب.

في غزوة بدر، استعان الرسول (ﷺ) باللِّه في مواجهة الأعداء رغم قلة العدد والعدة، ونتيجة لهذه الاستعانة جاء النصر من اللِّه، وفي كلِّ قرار كان يتخذه الرسول (ﷺ)، كان يبدأ بالدعاء وطلب العون من اللِّه، سواء في الأمور الصغيرة أو الكبيرة.

كيف نحقق الاستعانة بالله في حياتنا؟
يجب أنّ يكون الدعاء هو أسلوب حياتنا، حيث نطلب العون من اللِّه في كلِّ خطوة، الاستعانة باللِّه لا تعني التواكل وترك العمل؛ بل تعني العمل بجد والسعي، ثم الاعتماد على اللِّه في النتيجة، بعد الاستعانة يجب أنّ نثق بأنّ اللَّه سيحقق لنا ما نطلبه إذا كان فيه خير لنا.

﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ هي قاعدة حياة المؤمن الذي يدرك أنّ اللَّه -تعالى- هو مصدر القوة والعون، وبدون استعانتنا باللِّه نشعر بالضعف والضياع؛ لكن عندما نطلب منه العون، نجد السكينة والقوة، ونتأكد أنّ اللَّه لن يتركنا أبدًا في أيّ موقف؛ لذلك علينا أنّ نحرص دائمًا على تطبيق هذه الآية في حياتنا والاعتماد على اللِّه في كلِّ ما نفعل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *