بقلم: دكتور محمد حسين حسن
العجب من الأفات التي تصيب القلوب قال( صلى الله عليه وسلم ) (ثلاث مهلاكات شح مطاع وهوى متبع واعجاب المراء بنفسه )فمن ابتلى بهذا الداء فلينظر فى الباب الذى دخل عليه منه فإن كانت الأخلاق الفضيله فليفتش عما فيه من الأخلاق الدنيئه فإن خفيت عليه عيوبه حتى ظن أنه لاعيب فيه فليعلم أنه أتم الناس نقصآ واعظمهم عيوبا واضعفهم تميزآ لأن العاقل هو من ميز عيوب نفسه فغالبها وسعى فى قمعها والأحمق هو من يجهل عيوب نفسه بل تجد الكثير يظن أن عيوبه خصال فتراه يفخر بالظلم وإتيان الحدود فيعجب بنفسه وبقوته على هذه المخازى .
ومن ابواب العجب .العجب بالرأي.ومن ابتلى بذلك فليفكر فى سقطات نفسه وليحفظها وليفكر فى كم مره قدر الأمر صوابا فكان خطأوكم مره أصاب غيرك واخطأت أنت .
العجب بالعمل من ابتلى بذلك فليفكر فى معاصيه وتقصيره ويفكر فى كسبه ووجوهه فحينئذآ سيطول همك .واسوء مراتب العجب العجب بالمال .وعلاج ذلك أن تنظر فى كل ساقط خسيس هو أغنى منك ولتعلم أن عجبك بالمال هو حمق لأنها احجار لا تنفع إلا أن تخرجها عن ملكك بنفقتها والمال غاد رائح وربما زال عنك ورئيته فى يد غيرك وربما انتقل الى يد عدوك ،ومن عجب بمدح اخوانه له فليفكر فى ذم أعدائه فإن لم يكن لك عدو فلا خير فيك ولا منزله أسقط من منزلة من لا عدو له واعلم أن الأخلاق الحميده منحه من الله فقد تتغير بالفقر والخوف والغضب فيذهب صبرك وشجاعتك وحلمك ، ومن العجب ، التفاخر بالأباء والأجداد فلعل من تفتخر بهم كانوا فساقآ أو ظالمين والإعجاب بذالك
اعجاب بما لا منفعه فيه كالمعجب بمال غيره وجاه غيره ، العجب أصل يتفرع عنه التيه والزهو والكبر والتعانى ، ومن العجب العجب بالعلم وإذا دخل عليك العجب بالعلم فتذكر انه موهبه وهبك إياها ربك فلا تقابلها بما يسخطه فلعله ينسيك ذالك بعله واعلم أن ماخفى عليك من أنواع العلم اكثر مما تعلم وتفكر في اخلالك بعلمك وانك لا تعمل بما علمت من. والعجب أبوابه كثيره . فمن الناس من هوه معجب برأيه فيزهو على غيره .ومن الناس من هوه معجب بجاهه وعلو حاله وقد يكون العجب كمينآ في المرء حتى إذا حصل على أدنى مال او جاه ظهر ذالك عليه وعجز عقله عن قمعه وستره .