بقلم الدكتورة: نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
أتسلقُ الأعذارَ حِيناً فِى إشتِياقِى، وأذهب إلى حيثُ دارُه، وأثقُب جرِيدة على شِباكُه، وأتلصص عليهِ مِن ثُقبِ بابُه، وأُرتِب لِقاء مع جارة له، وأُوعِز بِأنِى قد جِئتُ فِى زِيارة… وحِين رأيتُه يمرُق أمامِى قد صدح صوتِى بِضِحكة عجِيبة تُشبِه غوانِى، لا أدرِى كيف فعلتُ ذلِك ولا أىُ جُرأة قد واتتنِى لِلفتِ إنتِباهُه.
وفتحتُ ثغرِى فِى إندِهاشِى لما إلتقيتُه بِكامِل أناقتُه يخرُج أمامِى، ولما أدار بِوجهُه نحوِى سقطتُ كُلِى وإبتلت عِرُوقِى، تفاجئتُ أنِى نسِيتُ الكلام وتاه مِنِى جُلّ المعانِى… ولما ناديتُ على جارتِى بِعلوِ حِسِى لِأُوقِف مسِيرُه، إبتسم نحوِى مُحذِراً لِمنعِ ذِلِك، تلعثمتُ نُطقاً وأُغشى علىّ مِن فرطِ صبرِى وطُولِ بالُه.
وإقترب مِنِى هامِساً لِأخذِ موعِد على عُجالة، صارحنِى أنُه لا يقوى فُراقِى، قد طاف قلبِى حول مِنِى مُختال بِحالُه، حلّقتُ وقتاً لا أدرِى كنهُه ثُمّ إستفقتُ لِتجهِيزِ حالِى… ولبستُ فُستاناً مُثِيراً بِلونِ أسود وكعب عالِى، ولما رآنِى قد داخ عقلُه وسقط أمامِى، وخلع عنِى مِعطف شِتائِى، وإشتم عِطرِى وتاهت خُطاه.