كتبت: دعاء سيد
سورة البقرة واحدة من أطولِ السور في القرآنِ الكريم، وهي ثاني سورة من مجموعةِ المفصل، التي تتضمن توجيهات شاملة للمؤمنين، يعود تسمية السورة إلى الحديث النبويّ الذي يروي أنّ النبيَّ(ﷺ) قال: «اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة»، مشيرًا بذلك إلى فضل قراءة هذه السورة وتدبر معانيها.
تُعتبر البقرة جزءًا من تاريخِ بني إسرائيل، فهي تحكي العديد من القصصِ والتوجيهات التي جاءت لهم، ومن بين هذه القصص قصة قتل ابن آدم لأخيهِ هابيل، وقصة موسى وبني إسرائيل في الصحراءِ، وتجاربهم مع اللِّه-عز وجل- ومع فرعون، وقصة عبادة العجل، وغيرها من القصصِ الهامة التي تحتويها السورة.
تُشير الأحاديث النبوية إلى فضلِ سورة البقرة بشكلٍ واضح، فهي تحمل بركة عظيمة لمن يقرأها ويعمل بأحكامها، ومن بين الأحاديث التي تُبرز فضل سورة البقرة قول النبيّ(ﷺ): «من قرأ البقرة في بيتهِ ليلًا لم يدخله الشيطان ثلاث ليال، ومن قرأها نهارًا لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام»، مما يعكس القوة الروحية والحماية التي تأتي من تلاوة هذه السورة.
تُؤثر سورة البقرة بشكلٍ كبير على حياةِ المؤمنين، فهي تحتوي على توجيهاتٍ شرعية وأخلاقية تهدف إلى تقويةِ الإيمان وتعزيز العدل والإنسانية، ومن خلالِ دراسة السورة وتطبيق ما جاءت بهِ يُمكن للمسلمِ تحقيق السلام الداخلي والتوازن الروحي.
تُظهر سورة البقرة كنزًا من الحكمةِ والتوجيهات الإلهية التي تهدي البشرية على طريقِ الخير والسعادة، فقراءتها وتدبر معانيها ليست مجرد عملية روتينية؛ بل هي تجربة روحية تغمر القلوب بالسكينةِ والإيمان، وتقود النفوس إلى دربِ النجاح والتوفيق في الدنيا والآخرة.