ذكر الله منشور الولايه د.محمد حسين حسن كلية الشريعه والقانون

أعلم أن أقرب الطرق الموصله إلى ألله تعالى هو الذكر، وهو من علامات الولايه، فليس وراء الذكر شيء ، وجميع الخصال المحموده راجعه إلى الذكر، وفضائل الذكر اكثر من ان تحصى ،ولو لم يرد فيه إلا قوله تعالى.( فاذكرونى أذكركم ) وقوله عز وجل فيما يرويه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ( أنا عند ظن عبدى بى، وأنا معه حين يذكرنى ، إن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ، وأن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منه. ) لكان فى هذا كفايه.

وهذا حديث متفق على صحته ، ومن خصائص الذكر. أنه غير مؤقت، فما من وقت إلا والعبد مطلوب منه الذكر ، إما وجويا، وإما ندبا، بخلاف غيره من الطاعات. قال إبن عباس رضي الله عنهما. : لم يفرض الله فريضه على عباده إلا جعل لها حد معلوما ، ثم عذر أهلها فى حال العذر، غير الذكر فإنه لم يجعل له حد ينتهى إليه ، ولم يعذر أحدا فى تركه إلا مغلوبا على عقله. وليس للعبد أن يترك ذكر الله ، لوجود الغفله، وعدم حضور قلبه فإن تركه وغفلته عنه أشد من غفلته فيه ، فعليه أن يذكر الله بلسانه وإن كان غافلا فيه ، فلعل ذكره مع وجود الغفله يرفعه إلى الذكر مع وجود اليقظه، وهذا نعت العقلاء، ويحمد ألله تعالى أن جارحة من جوارحه مشغوله بذكره، فإياك إياك أن تزهد فى الذكر ، أوتصغر فى عينيك فائدته ، فإن ذالك من تسويلات الشيطان يصغر العمل فى عينيك لتتركه ، وأنظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم( مثل الذى يذكر ربه والذى لايذكر ربه كمثل الحي والميت) وقوله صلى الله عليه وسلم:( ماعمل أنجى للعبد من عذاب الله من ذكر الله تعالى ، قالوا يارسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله ، قال ولاالجهاد فى سبيل الله.

إلا ان يضرب بسيفه حتى ينقطع ثلاث مرات ) فينبغى على العبد ان يذكر الله ذكرا كثيرا فى البر والبحر فى الغنى والفقر، فى الصحة والمرض، فى السر والعلانيه ، ليلا ونهار، وعلى كل حال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *