«المأزق السوري والواقع المرير»

كتب: اللواء تامر الشهاوي

بعض الإخوة السوريين من أنصار القاعدة وداعش والسلفية الجهادية قرروا يهاجموني فور نشر بعض التغريدات الخاصة بسوريا والواقع أني لا أناقش هوية الجولاني.

“الجولاني” معروف للجميع ارتباطه وانتمائه لتنظيم القاعدة في العراق ثم انتقل لاحقًا إلى سوريا وأسس “جبهة النصرة وأعلن تأسيس “جبهة فتح الشام”، وصار لاحقا يعرف بـ”هيئة تحرير الشام”.

كيفية وصوله للحكم بهذه السهولة ورحيل بشار المفاجئ وترحيب أمريكا والغرب ودول المنطقة وترك إسرائيل تتوسع في الجنوب السوري بالإضافة إلى تدمير الجيش السوري تماماً بالإضافة للحالة الانتقامية الشرسة التي تمارس في الداخل السوري أموراً سأتركها للقارئ الكريم لفهمها.

فأمريكا كانت ترغب في رحيل بشار ونظامه، وتضغط على روسيا في سوريا لقبول تسويه حرب أوكرانيا والغالبية العربية تم استمالتها في هذا المسار، وطبعًا من خلال الوازع الطائفي ضد إيران والتطبيع مع الكيان.

أما ما يحاول البعض ترويجه أن الشعب السورى يقبله ويدعمه ويقبل قبيلته فهو أمر عاري تماماً من الصحة، وأشبه تماماً بمن ادعى قبول الشعب المصرى لحكم الإخوان، الشعب السوري بكل طوائفه، سنة وعلوية ودروز ومسيحيين، لا يقبلوا “الجولاني”، ‏ولكن ما باليد حيله.

الغالبية من الشعب السوري بما فيهم السنة سعداء بالتخلص من نظام بشار العلوي الطائفي، وفي الوقت نفسه لا يدعموا أن يحكمهم متطرفون أرهابيون كـ “الجولاني”، ولك أن تتصور أن على السوريين الاختيار بين الأقلية الشيعية التي تسب الصحابة وبين من تربوا داخل تنظيمات متطرفة!

“الجولاني” وأركان نظامه يفزع ويعلن التعبئة العامة، ويخرج يخاطب الشعب لمجرد ظهور جيوب مسلحة فى الساحل السوري، ولم ينبس ببنت شفة من التجول الإسرائيلي الحر في كامل الجنوب السوري، ولم يفزع لتدمير إسرائيل لكل مقدرات الجيش السوري!!

وهو بالتأكيد لن ينهزم في حربه الدائرة حالياً، والتي اندلعت في منطقة الساحل ليس لأنه أفضل ولا لأنه مسيطر ولا لأنه أقوى ولا لأنه مدعوم شعبياً، ولكن لأن بعض الدول الإقليمية والعربية ستقدم له كل الدعم حتى يبقى.

وهنا أوجه التحية لكل رؤساء مصر وقادة القوات المسلحة المصرية على مر التاريخ الذي وضعوا نصب أعينهم المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار مما ولد لدينا شعوراً بالفخر ممتداً عبر الأجيال بقواتنا المسلحة وعقيدتها الوطنية الخالصة جيش وطني غير طائفي غير متعدد الولاءات وولائه لله والوطن فقط، حفظ الله مصر، حفظ الله الجيش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *