كتبت: دعاء سيد
قال اللُّه -تعالى-:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}(الرحمن: 46)، هذه الآية العظيمة تأتي في سياقِ وصف اللَّه -سبحانه وتعالى- لنعيمِ الآخرة الذي ينتظر المتقين، وتبين لنا أهمية الخوف من اللِّه -تعالى- والنتيجة العظيمة التيّ تنتظر من يخشاه، ويخبرنا اللُّه -تعالى- أنّ من يخافه ويتقيه، ويخشع في حضورهِ، سيكون جزاؤه جنتين، هذا الجزاء يأتي كتحفيز للنفوسِ البشرية لتلتزم بتقوى اللَّه والخوف من مقامهِ، حيث يُعتبر الخوف من اللِّه من أهمِ سمات المؤمن الحق.
الخوف من اللِّه -تعالى- ينشأ من معرفةِ الإنسان بعظمةِ اللَّه وجلاله، وبأنّه مطلع على كلِّ صغيرة وكبيرة، هذا الوعي يجعل المؤمن دائمًا على حذرٍ من ارتكابِ المعاصي، ويسعى جاهدًا لرضا اللِّه -عز وجل-، ويسعى دائمًا لأداءِ الفرائض والطاعات، والابتعاد عن المحرمات، وذلك لأنّه يدرك أنّ اللَّه -سبحانه وتعالى- يراقبه ويحاسبه على أعمالهِ، ويكون المؤمن دائمًا في حالةِ من التوبةِ والاستغفار، مدركًا أنّه بحاجةٍ دائمة لرحمةِ اللَّه -تعالى- ومغفرته.
ذكر اللُّه -سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة أنّ جزاء الخائفين من اللِّه -تعالى- هو جنتان، هذا الجزاء يعكس كرم اللَّه وسعة رحمته، ويشوق المؤمنين لنعيمِ الجنة، فالخوف من اللِّه ليس مجرد شعور يثقل كاهل المؤمن؛ بل هو دافع قوي للارتقاءِ الروحي والسعي نحو الجنة، ويحقيق الخوف من اللِّه -تعالى- عن طريق قراءة القرآن الكريم والتدبر في آياتهِ، والتفكر في أسماءِ اللِّه وصفاته، والمحافظة على الأذكارِ اليومية والصلاة والصيام، وأداء الأعمال الصالحة، والتوبة المستمرة عن الذنوبِ والخطايا، ومحاسبة النفس بانتظامٍ.
هذه الآية الكريمة تذكرنا بأهميةِ الخوف من اللِّه -تعالى- والتقوى، وتعدنا بأنّ من يخاف اللَّه -سبحانه وتعالى- ويتقيه سيفوز بالجنةِ، دعونا نعمل بجدٍ لنحقق هذا الخوف ونقترب من اللِّه -تعالى- بأعمالنا الصالحة، حتى نكون من الفائزين بجناتهِ في الآخرةِ.