وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ

كتبت: دعاء سيد 

تشهد غزة في الوقتِ الحالي أحداثًا مأساوية تتجاوز حدود الفهم الإنساني وتجلب إلى الأذهانِ مشاهد العنف والظلم والمعاناة، وتُعَدّ هذه الأحداث اختبارًا للمؤمنين ومحطة للتأملِ في حكمةِ اللّٰهِ -عز وجل- وعدله، وضرورة التمسك بالإيمانِ في وجهِ الظلم.

يأتي القرآن الكريم ليؤكد أنّ اللّٰهَ -سبحانه وتعالى- ليس غافلًا عما يجري في الأرضِ من ظلمٍ وعدوان، فالآية الكريمة من سورةِ “إبراهيم” تدعو المؤمنين إلى الثقةِ بحكمةِ اللّٰهِ -تعالى- وعدله، الظلم مهما طال أمده له نهاية حتمية، وعدالة اللّٰهَ ستتحقق في الوقتِ الذي يراه مناسبًا.

إنّ ما يحدث في غزةِ يُعد نوعًا من الابتلاءِ الذي يختبر صبر المؤمنين وثباتهم، حيثُ يُعتبر الصبر على المصائبِ والشدائد من أعظمِ الأعمال التيّ يُثاب عليها المؤمن، قال -تعالى-: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (سورة:155)؛ فالصبر هو السلاح الذيّ يحمي بهِ المؤمن نفسه من اليأسِ والقنوط.

إنّ ما يحدث في غزةِ يستدعي من المجتمعِ الإسلامي العالمي أنّ يكون على قدرِ المسؤولية، الإسلام يدعو إلى نُصرةِ المظلومين ومساعدة المحتاجين، وهذا يتطلب من المسلمين أنّ يكونوا واعين ومتفاعلين مع قضايا الأمة، فالدعاء لأهلِ غزة، ودعمهم ماديًا ومعنويًا، ونشر الوعي حول قضيتهم، كلها أعمال تدخل ضمن واجبات الأخوة الإسلامية.

رغم كل المعاناة، فإنّ الأمل والتفاؤل يُبقيان جزءًا لا يتجزأ من إيمانِ المؤمن، فاللّٰه -سبحانه وتعالى- وعد بالنصرِ لعبادهِ المؤمنين، حتى في أحلكِ الظروف، قال -تعالى-: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (سورة: 6)، يجب أنّ نثق بأنّ الفرج قريب وأنّ العدالة ستتحقق في النهاية.

إنّ الأحداث الجارية في غزةِ تذكرنا بأهميةِ التمسك بالقيمِ الدينية في مواجهةِ الظلم، علينا أنّ نستمر في الدعاءِ والصبر، والعمل على نُصرةِ إخواننا وأخواتنا بكلِّ ما نستطيع، فاللّٰه لا ينسى عباده المظلومين، وعدالته ستتحقق في الوقتِ الذي يراه مناسبًا، وليكن شعارنا الدائم {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}، ولنتذكر أنّ اللّٰهَ -سبحانه وتعالى- مع الصابرين والمظلومين، وأنّ النصر قريبٌ بإذن اللّٰه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *