{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}…ما التفسير؟

كتبت: دعاء سيد

قال اللُّه -تعالى-: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}(مريم: 95)، تحمل هذه الآية الكريمة رسالة عميقة عن حال الإنسان يوم القيامة، حيث يُبيّن اللُّه -سبحانه وتعالى- أنّ كلَّ فرد سيأتيه في يوم الحساب بمفرده، دون جماعة أو شريك يعينه أو يتدخل في حسابه.

تُشير الآية إلى مشهد من مشاهد يوم القيامة، حيث يُبعث الناس من قبورهم ويُساقون إلى اللِّه -تعالى- للحساب، ورغم أنّ الناس في الدنيا يعتمدون على بعضهم البعض، سواء في الأعمال أو العلاقات الاجتماعية أو غيرها، إلا أنّ يوم القيامة سيكون مختلفًا تمامًا، سيُحاسب الإنسان وحده على أعماله، ويقف أمام اللِّه -تعالى- بدون وساطة من أحد، يقول المفسرون إن هذه الآية توضح أنّ كلَّ إنسان سيأتي إلى اللِّه بمفرده، حاملًا ما فعله في الدنيا، سواء خيرًا أو شرًا، وليس له إلا عمله.

توضح هذه الآية ضرورة أنّ يعتمد الإنسان على نفسه في الأعمال الصالحة والطاعات؛ لأنّه في نهاية المطاف، سيحاسب على ما قدَّم من أعمال، ولن يستطيع أحد مساعدته أو التخفيف عنه، وتشجع الآية الإنسان على التأمل في يوم القيامة، والتفكر في أهمية الاستعداد لذلك اليوم بالأعمال الصالحة، حيث لا ينفع الإنسان ماله أو أولاده؛ بل ما قدمت يداه من الخير.

تعلمنا الآية الكريمة أيضًا أنّ كلَّ شخص، مهما كان مقامه أو مكانته في الدنيا، سيقف أمام اللِّه -سبحانه وتعالى- منفردًا، فيجب على الإنسان أنّ يتذكر هذا اليوم ويعمل لما بعد الموت، وعندما يُفكر الإنسان في أنّه سيحاسب فردًا، يدرك أنّ لا شيء سيبقى خفيًا يوم القيامة؛ لذلك عليه أنّ يحذر من ارتكاب المعاصي أو الظلم؛ لأنّه سيكون مسؤولًا عنها أمام اللِّه وحده.

ختامًا، الإنسان سيواجه اللَّه -سبحانه وتعالى- وحده يوم القيامة، دون دعم من أحد وهو ما يدعونا جميعًا للاستعداد لذلك اليوم العظيم بالأعمال الصالحة والتوبة الصادقة، يجب أنّ نعيش حياتنا ونحن نضع نصب أعيننا هذه الحقيقة الأبدية، لنعمل على تحسين علاقتنا باللِّه -عز وجل-، ونسعى لرضاه في كلِّ ما نقوم به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *