كتبت: دعاء سيد
والله يحب المحسنين ” سوره ال عمران” الأيه ١٣٤..من الآياتِ القرآنية التي تحتوي على بحرٍ من المعاني والدلالات، حيثُ تعرفنا قيمة العطاء والإحسان في حياةِ الإنسان، إنّ هذه الكلمات تترجم إلى دعوةٍ للفردِ ليكون محسنًا في تعاملهِ مع الآخرين، وفي مساهمتهِ في تحسينِ العالم من حولهِ.
يمكن للمحسنين أنّ يقدمون الخير بأشكالٍ متعددة، سواء كان ذلك من خلالِ الأعمالِ الخيرية، والعمل التطوعي أو حتى بالكلمةِ الطيبة والمساعدة في حلِ المشاكل، المحسنون يعكسون القيم والأخلاق النبيلة التي يشدد عليها الإسلام، مما يجعلهم قدوةً للآخرين.
ويأخذنا تفسير الآية إلى عمقِ معانيها اللغوية والشرعية، حيث يتبين لنا أنّ المحسنين هم الذين يُظهرون الجود والرفق في حياتهم، وهم الذين يُساهمون في بناءِ مجتمعٍ يسودهُ العدل والتسامح، الآية تُعدّ توجيهًا من اللِّه-تعالى- للإنسانِ ليكون مساهمًا فعّالًا في صنعِ التغيير الإيجابي.
قصص المحسنين تبرز من حولنا كأمثلةٍ حية على فَهمِ هذه الآية؛ فنجد أفرادًا عاديين قدموا الخير بشكلٍ صامت وتركوا بصمةً إيجابية في حياةِ الآخرين، كما نجد قادةً وشخصيات تاريخية أحسنوا بطرقٍ مختلفة، مثل: النبيّ محمد(ﷺ) الذي جسد مفهوم المحسنين في حياته اليومية.
هنا ننظر نظرة عميقة إلى الأثرِ الإيجابي للمحسنين، وندرك أن العطاء والإحسان لا ينعكسان فقط على الآخرين بل يؤثران أيضًا على الفرد نفسهِ، فالعملِ الصالح يعزز الصحة النفسية والرضا الداخلي، ويُسهم في بناءِ علاقات اجتماعية قائمة على التعاونِ والتفاهم.
كما يُشير الدين الإسلامي إلى أنّ اللّه -تعالى- يُحب المحسنين، مما يجعل التصرف بروحِ المحسنين ليس مجرد وسيلة لتحقيقِ تأثير إيجابي في الدنيا ولكن أيضًا وسيلة للرضا الإلهي.
في الختامِ، يتجلى وجود الخير والعطاء في حياتنا كفرصةٍ لتحقيقِ الأثر الإيجابي؛ لذلك يجب علينا أنّ نكون مُحسنين في تفكيرنا وتصرفاتنا؛ لنُساهم جميعًا في بناءِ مجتمعٍ يسودهُ الخير والسلام، ونكون على علمٍ بأنّ “والله يحب المحسنين” هو دعوة لنا لتحقيقِ هذا الطموح.