بقلم دكتوره: مروه رضوان
رئيس التحرير
تعودت عزيزي القارئ في كل مقالاتي، أن أصحبك معي في رحله لمكانا ما أثار اعجابي وربما استيائي، أو أحكي لك عن موقف معين مررت به، فترك بداخلي أثرا؛ سواء إيجابي أو سلبي، وربما شخصيه تركت انطباعا، المهم أن يكون مقالي مواكبا لموقف انفعلت به، فقررت أن أكتب ما بداخلي، وأنقله لك عبر كلمات او سطور قليله تعبر عن ما يجوب بأعماقي.
واليوم سأحكي لك عن موقف حدث معي بسبب صغيري “معاذ”، ومن يتابع مقالاتي جيدا يعرف أننى كتبت سلسله من المقالات حملت عنوان ” مامي في جريد 1″ حتى وصلت إلى “مامي في جريد 5″، كانت تحكي عن مواقف صغيري أو صديقي الصغير الذي كان ولازال مصمما أن يعطي لي دروسا لا تنسى، حينما قررت أن أتولى مسئوليته بنفسي بعيدا عن والدتي بعد أن أصبح في جريد 1، لأصبح بذلك “مامي لاول مره”.
ويبدو أن انتقال معاذ من مدرسه لمدرسه أخرى، جاء ليكشف عن شخصيات جديده، اري بعضها مثال لأ أحب أن يتعرف على أمثالهم صغيري ولا يحذو حذوهم في التعامل، وأرى أخرون شخصيات مبدعه بمجرد أن تحكي معاها، تمتص ما بداخلك من طاقه سلبيه على الفور لتعطيك ايجابيه غير مسبوقة، عندما تتحدث إليهم تشعر انك أمام شخصيات قيادية مبدعه من الطراز الاول، قادره على العطاء دون كلل أو ملل، فهذه هي أهم سمات الشخصيه التربويه الأصيلة التى اوصى بها امير الشعراء “احمد شوقي” احتراما واجلالا فقال (قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا، أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا)، نعم هذا ما وجدته دون مبالغه من الاستاذ “زعفر على زعفر” وكيل مدرسه ابني الجديده، والذي أجبرني بما يمتلكه لدي ولدى صغيري من رصيد كبير من الحب والأحترام، على التنازل عن حقي مع شخصيه لا اعرف إعطاؤها توصيفا مناسبا سوى أنها تعاني من أمراض نفسيه تجعلني أشفق على كل من يتعامل معها، ببساطه لان التعامل مع مثل هذه الشخصيات ليس بسهوله، شخصيه تخطئ وتتمادى في اخطاءها ثم تستعطفك (بدموع التماسيح) أن تقف معها، لأنها تخاف من المصير المحتوم الذي ينتظرها، وهو السجن جراء تطاولها على شخص لا تعرفه على مرءى ومسمع من الجميع، تم تعود لتكرر أنها لم تخطئ بل إنها صاحبه حق، ولا عجب في ذلك فمثل هذه الشخصيه تحمل الكثير من سمات الشخصيه النرجسية وأسال الله أن يحفظنا وأياكم من التعامل مع مثل هذه الشخصيات.
وهذا ما حدث معى بالضبط ففى ساعه متأخره من الليل، فوجئت باتصالا تليفونيا من سيده لا اعرفها لا من قريب أو بعيد، تشكو شكايه غير محدده، وبطريقه إن دلت فإنما تدل على ثقافتها الضئيله وتنشئتها التي لا تمت للأخلاق بصلة، ليكون رد فعلي السريع هو إنهاء هذه المكالمه ذات المستوى المتردي فورا، لأجدها لم تكتف يالمكالمة، وتعود للتشهير بي بلفظا غير لائق عبر جروب واتساب، حينها أقرر أن الجأ للقانون لأخذ كافة حقوقي، وكلي تصميم على ذلك ثئرا لكرامتي، فالأمر وصل لحد التطاول والتشهير، ولن أتنازل عن سجن هذه الشخصيه كي تتعلم أن التشهير، واقتحام خصوصية الآخر، أمر ليس يسير، لأجد اتصالا تليفونيا من الأستاذ “زعفر علي” مدرس اللغه الانجليزيه الذي لا يحمل على عاتقه مشاكل تلاميذه فقط، بل مشاكل ذويهم أيضا، كلماته النابضة بالحب لكل من حوله، ورصيد الاحترام الذي يكنه له الجميع وانا أولهم، وحبه وسعيه لعمل الخير جعلني أشعر بالحرج من رفض مطلبه بالتنازل عن حقي، وان احتسب عملي هذا خالصا لوجه الله الذي قال في كتابه العزيز ” والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس”، ولأول مره بعمري أشعر وانا التي اعتادت أن تنصر المظلوم بقلمها بالعجز، لان مثل شخصيه الأستاذ “زعفر” التى تربى على يدها اجيال أصبحوا بمراكز مرموقه بالدوله، واطمح أن يكون صغيري معاذ واحدا منهم يوما ما، من الصعب رفض مطلبها، وان كنت لم اتشرف برؤيه هذا المعلم القائد سوى مره واحده على استحياء، فما بال تلاميذه الذين أحبوا ماده اللغه الانجليزيه لأنهم أحبوا معلمها، الذي علمهم جيدا معني القيم والمبادئ؛ ليصبحوا آباء عظماء وأمهات فضليات ..تحيه لكل معلم يعرف معني العطاء لكل من حوله دون سأم …تحيه لمعلم صغيري التربية قبل اللغه الانجليزيه الاستاذ “زعفر على”.