بقلم: الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
ومِن العجائِب من حنِثّ كذِباً وأمام المشاع يُذرِف دِمُوعاً تُجهِدُه، ومِن سُوءِ قدرٍ أنه يملُك فصاحة كاملة مع بلاغة لِعرضِ حُجة تُبرِأه… يمتلِك كُلُ أشكالِ التحايُل فِى مِرُونة مع ثبات لا يُنصِفُك، يجحظ بِعينُه كمِثلِ إفكٍ يُسحِرُك، يُقسِم ويُقسِم ثُمّ يوعِد كاذِباً.
هُو البلِيغ ذُو الخِطابة تُفجِعُك، لا تُصدِق سمع أُذنُك لعرضِ رأيُه متملِقاً، لديُه جِمهُورٌ كبِير مُغيبِين بِلا أدنى وعىٍ تُوقِفُه، تمشِى أمامُه يستدرِجُك… يُعطِيكَ نُصحاً على وصايا وبعض حِكمٍ لِلصبرِ معه تستعطِفُك، وفِى ذاتِ وقتٍ يعبث بِعقلُك لِبثِ سُمُه نافِذاً.
هُو مُحنك بِلسانِ طلق وبلاغة قُصوى تُربِكُك، تقف أمامُه تفقِد كلامُك ساكِتاً، والكلمُ دارُه والخُطبة ماله والناسُ زادُه فِى وقار يُحّسِنُه… يضع يديهِ فِى جِيُوبِهِ وعلى كُلِ مِحنة يُصبِرُك، لديه جِمهُورٍ عرِيض يُصدِقُه، يختصِر كُلُ المسافة بِمِزحة جافة ثُمّ يفِرُ هارِباً.