بقلم: الدكتور محمد حسين حسن
استاذ بكلية الشريعه والقانون
الولي هو عبدٌ وفقه الله سبحانه، فجاهد في الله حق جهاده بما سبق له من المكتوب. ثم هداه بعد أن بيّن له هداه، ثم رقاه بعد أن نقاه من العيوب، ثم والاه بعد أن تولاه. ثم أولاه نعمًا لا يحصرها حسوب، ثم شغله بالمنعم عن النعم. ثم أقامه في خدمته، ثم خلع عليه خلعة القدم. والواهب الكريم لا يسترد الموهوب، فهو عبد اصطفاه لقربته، واجتباه لحضرته. قال تعالى: (يحبهم ويحبونه). وفي الحديث: (لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت له سمعًا وبصرًا).
فأولها اكتساب بعنايته سبحانه كما في الحديث (لا يزال يتقرب إليّ) وآخرها اصطفاء بمنّه كما قال (حتى أحبه) إذ النتائج لا تظهر إلا بالمقدمات، والنهايات لا تصح إلا بتصحيح البدايات. فمن صدق في بدايته صحت نهايته، قال تعالى: (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان) فمن بنى أساساً ثبت عليه بالكتاب والسنه أثمر له القرب، فالحمد لله الذي فتح بمفاتيح الغيوب أقفال القلوب ورفع حجب السرائر وجلا أبصار البصائر، فظهر ما كان محجوباً، وكل هذا فضل الله يؤتيه من يشاء.